كيف نعلم الكبار السياسة وهم يلعبون؟ لا أعرف. فكل ما أعرف أن الكرة لعبة والسياسة لعبة ولو أن هذه الاخيرة تعتمد على قاعدة «نلعب والا نحرّم» ولهذا لست أدري لماذا تفاجأ أغلب الناس بترشح «الكوارجية» للمجلس التأسيسي وهم أدرى الناس بأن ما في الكرة في السياسة تماما من دفاع وهجوم وبيع وشراء وخطط ورسوم. وربح وهزيمة. وصعود ونزول. وترقيص وتعكيل وتهديف وتحكيم وجمهور وعنف لفظي وبدني أحيانا. فما الغرابة إن ترشح الغربي في باجة وبن غربية في بنزرت. وما العجب ان زحف الزحاف في اتجاه المجلس التأسيسي واتبعه بوشعّالة حاملا مشعله في نفس الدرب في صفاقس؟ وما العيب في أن يعوم المنجي بحر في بحره في بنعروس؟ ثم ما الخطأ في أن «يزرتي» البنزرتي من الملعب مباشرة في اتجاه المجلس التأسيسي «مستقلا» وأن يسلك الواعر أوعار نفس الطريق «حُرّا»؟ أليست كل أبواب مدنهم تفتح على باب المجلس التأسيسي من باب السبعة بباجة الى باب حندلس ببنزرت الى باب الجبلي بصفاقس وصولا الىباب سويقة بالعاصمة. أليست «الناس بوجوهها»؟ أليست تلك الوجوه من أبرز الوجوه؟ ألسنا من أحفاد من قالوا «أنظر للوجوه وفرّق اللحم»؟ فكيف نحرم تلك الوجوه من «اللحمة الهبرة» في ولائم عرس الثورة؟ ألسنا من أحفاد القائلين «من سمّاك غناك» فكيف نحرم من سمّيناهم الى حد الشهرة والنجومية ولا نغنيهم حتى وإن كانوا أغنياء مالا وأدبا وأخلاقا؟ وا& ومن كل قلبي وأعماقي أتمنى لجميعهم الفوز الساحق في «دربي» 23 أكتوبر. ولكني أخشى ما أخشاه أن يرفضوا التحكيم التونسي وهم متعودون على ذلك. وخشيتي الاكبر هي في غياب التوافق بين الأحزاب. وفي غياب المؤسسات الدستورية هلاّ يتجهون الى «الفيفا» للبت في كل النزاعات؟