ثمة في الموقع الاجتماعي حالة ملل عامة وحيرة لدى الناس من كثرة الأحزاب وكثرة القائمات والأسماء وتشابهها بما يهدد بالتأثير على نسبة الإقبال على الاقتراع. إن وضع كلمة «الأحزاب» في مساحة البحث في الموقع الاجتماعي تعطي هذه الأيام نتائج مضحكة لعناوين صفحات ذات شعبية واسعة لدى جمهور فايس بوك في تونس، ومن هذه العناوين صفحة بعنوان «طز في الأحزاب الكل»، وهي تتضمن أحيانا تعاليق لاذعة تدل على الملل من الخطاب السياسي في تونس والقلق والحيرة على مستقبل الثورة التونسية. ومن الصفحات الساخرة من الأحزاب أيضا نجد صفحة «تفريكة على الأحزاب الوطنية»، كما يمكن العثور على شخصيات أصبحت تحظى بشهرة كبيرة على الموقع مثل «كابتن خبزة»، الذي يعد أكثر من 203 آلاف منخرط يتابعون سخريته الفنية بطريقة الصور المتحركة من زعماء السياسة ومن الوضع السياسي في تونس بصفة عامة. وفي المدة الأخيرة، شدت الانتباه صفحة تحمل عنوان «جمعتنا الثورة وفرقتنا الأحزاب» وهي صفحة لا تدخر أحدا من النشطاء السياسيين في تونس. يجب أن نقول إن نسبة قليلة من ناشطي الموقع الاجتماعي هم ذوو انتماءات سياسية واضحة وهم لا يخفونها بالنظر إلى عشرات المقالات التي تخص أحزابهم وانتماءاتهم والتي يمطرون بها المنخرطين في الموقع يوميا. ويتوزع هؤلاء على كل التوجهات السياسية والفكرية الكبرى، كما يعرف الجميع الآن أن عدة أحزاب سياسية تستخدم فرقا نشيطة من الشباب لنشر أخبارهم ومقالاتهم ومقاطع فيديو عن نشاطاتهم، كما راج أن بعض الأحزاب التي تستثمر في الموقع الاجتماعي قد «اشترت» عدة صفحات معروفة بشعبيتها وارتفاع عدد منخرطيها. غير أن النتيجة التي يمكن الإحساس بها بسهولة في الموقع هي سخرية عموم التونسيين من الأحزاب وانتشار عدم الثقة بها. ولا تستثني هذه الحالة أحدا من زعماء السياسة حتى أن أكثر مقاطع الفيديو رواجا على الموقع هي التي تظهرهم في مواقف تجلب السخرية أو حتى الشماتة، وفي هذا المجال يجتهد الكثير من الناشطين في البحث والتنقيب للعثور على مقالات أو حوارات قديمة تعود إلى ما قبل الثورة تخص هؤلاء الزعماء والناشطين في الأحزاب لإعادة نشرها. وفي هذا المجال، يكتب ناشط حقوقي في صفحته: «كيف يمكن لي أن أختار من يمثلني بين 111 حزبا في بلد يعد 10 ملايين ساكن ؟»، ويكتب محام معروف تعليقا على ذلك بأن أغلب الذين سار معهم في مسيرات ومظاهرات الثورة قد انفصلوا عنه كل إلى حزبه، مدعيا امتلاكه الحقيقة، ويختم باستعادة عنوان الصفحة: «جمعتنا الثورة وفرقتنا هذه الأحزاب المتشابهة، حتى أني لا أدري إلى اليوم لمن سأنتخب».