قدم الدكتور رضا الإمام الأخصائي في الطب الباطني وطب الشيخوخة خلال ملتقى طبي دولي انعقد يومي 16 و 17 سبتمبر الجاري بمدينة ران الفرنسية بحثا جديدا وتجربة حول علاج مرض الزهايمر. وتكمن أهمية هذا البحث في قدرته على العلاج بأقل التكاليف وتفادي الأدوية الكيميائية. وعن هذا العلاج الجديد وقدرته على الحد من نسبة إنتشار مرض الزهايمر خاصة في تونس حيث تشير الإحصائيات إلى أن نسبة الإصابة به في إرتفاع وتجاوز عدد المصابين به 30 ألف مصاب إلتقت «الشروق» بالباحث التونسي الدكتور رضا الإمام. شارك الدكتور رضا الإمام يومي 16 و 17 سبتمبر الجاري بقصر المؤتمرات بمدينة ران (شرق باريس) في الملتقى الدولي الثاني للطب المثلي تحت إشراف مركز دراسات وتطوير الطب المثلي «CEDH» وبمشاركة أكثر من 600 خبير وباحث في ميادين المعالجة بالطب المثلي «Homéopathie» حضروا من 20 دولة من أوروبا وآسيا وإفريقيا والولايات المتحدةالأمريكية وأمريكا الجنوبية. وكشف قائلا : «إن مشاركتي تتمثل في تقديم بحث جديد صنع الحدث ولقي إعجاب المؤتمرين وإهتمامهم بالنظر إلى أهمية الموضوع...فقد تناول البحث تجربة قمت بها حول علاج مرض الزهايمر بدواء جديد ينتمي إلى أدوية الطب المثلي وهي عبارة عن ثلاثة عقاقير هي «Alumina» و «Baryta carbonica» و «Plumbum metallicum» وقد أثبتت نتائج الإختبار الذي أجري على 30 مريضا (18 أنثى و 12 ذكرا) ومتوسط الأعمار عندهم 76.5 سنة وهو الاختبار الأول من نوعه نجاعة هذا الدواء في علاج أعراض مرض الزهايمر مثل فقدان الذاكرة وضعف التركيز وضعف القدرة على التعبير والكلام والتفكير المنطقي والحساب والقدرة على التوجه في الزمان والمكان إلى جانب إختلالات في السلوك النفسي والاجتماعي كما ظهر لهذا الدواء أثر جلي في تحسين جودة الحياة والأنشطة اليومية للمريض وفي التخفيف من العبء الذي يعاني منه أفراد الأسرة المحيطة بالمريض. وأضاف الدكتور رضا الإمام بإحساس بالفخر والإعتزاز والتفاؤل :«تبرز قيمة الكشف العلمي الحديث في ظل الإهتمام الذي يحظى به المرضى في الدوائر الطبية ولدى السلطات الصحية وفي مختبرات البحث العلمي في البلدان المتقدمة خاصة مع ارتفاع عدد المصابين به نتيجة إرتفاع نسبة المسنين في المجتمعات الحديثة وحتى في البلدان النامية وإلى خطورة المرض الذي يؤدي إلى العجز والإعاقة ومن ثمة فقدان الإستقلالية ثم الموت الناتج عن ضمور كبير بالدماغ بسبب الموت البطيء للخلايا العصبية بالمخ. وتأتي كلفة مرض الزهايمر في المرتبة الثالثة من حيث التكلفة المادية بعد أمراض السرطان وأمراض القلب والشرايين. وبفضل هذا الاكتشاف تصبح التكلفة أقل داخل تونس إذ لا تتجاوز تكلفة العلاج الطبيعي في الثلاثة عقاقير 10 دنانير بينما الدواء الكيميائي المتعارف عليه يباع في الصيدليات بحوالي 280 دينارا. ولقد حظيت نتائج البحث التونسي الجرئ بإهتمام الخبراء في هذا الملتقى الطبي لأنه يقدم الدليل العلمي على نجاعة الطب المثلي في معالجة هذا المرض العضال ويفتح آفاقا جديدة أمام الباحثين في هذا المجال لتجربة الدواء الناجع وقليل التكلفة بالمقارنة مع باقي الأدوية الكيميائية. وقد يساعد هذا العلاج الجديد لضعف تكلفته على حل مشكلة التغطية الاجتماعية وقد يبادر صندوق التأمين على المرض بالتكفل بالمرضى كما هو معمول به في صيغ التكفل الشاملة لبعض الأمراض الأخرى وتجدر الإشارة إلى ما يتميز به الباحث التونسي الدكتور رضا الإمام من حرص على البحث وهي ليست المرة الأولى التي يشارك فيها في ملتقيات طبية دولية وفي كل مشاركة يقدم الدليل على كفاءة الطب التونسي.