سقط عدد من القتلى والجرحى أمس في اشتباكات بين القوات النظامية اليمنية ومسلحين قبليين، فيما خرج آلاف اليمنيين في مسيرات حاشدة في صنعاء تنديدا بخطاب الرئيس علي عبد اللّه صالح وللمطالبة برحيل النظام. وأعلنت المعارضة اليمنية أمس رفضها خطاب علي عبد الله صالح الذي أكد أول أمس استعداده لنقل السلطة. وقال محمد قحطان المتحدث باسم اللقاء المشترك «بالنسبة لنا، فإن الثورة ماضية في طريقها ولم يعد هناك مجال لاي حل سياسي في ضوء موقف الرئيس». وأضاف ان «صالح أظهر في خطابه تمسكه الشديد بالسلطة ورفضه نقلها الى نائبه عبد ربه منصور هادي». وأوضح أن صالح تحدث عن انتخابات مبكرة فيما تتحدث المبادرة الخليجية عن نقل السلطة الى نائبه. انه يرفض المبادرة في الواقع ويعلن قبوله لها ارضاء لقادة الخليج. وكان صالح الذي يواجه انتفاضة شعبية منذ أشهر في بلاده أعلن أنه مستعد لعملية انتقالية تنفيذا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي ولكن عبر إجراء انتخابات مبكرة. لكن المبادرة الخليجية التي وضعتها دول الخليج, القلقة من استمرار الأزمة في اليمن, جانفي الماضي, تقضي بمشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لنائبه على أن يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين. ومن جهته، قال وليد العماري أحد قادة (شباب الثورة) الذين ينظمون حركة الاحتجاجات الشعبية: «لن نقبل خطاب الرئيس والشباب لن يتراجعوا إلا بتحقيق الأهداف التي يطالبون بها». وقال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية إن تظاهرتين منفصلتين سارتا في شوارع صنعاء أمس واحدة للنساء والأخرى للرجال أطلقت خلالهما هتافات تندد بصالح وتصفه ب«الجزار». من جهة أخرى أفادت مصادر إخبارية بسقوط قتلى وجرحى في اشتباكات وقعت أمس بين مسلحين قبليين وقوات الحرس الجمهوري اليمني بمنطقتي نهم وأرحب شمال صنعاء، فيما تعرضت مسيرة سلمية في العاصمة اليمنية تطالب بإسقاط النظام إلى إطلاق نار. وصرح مصدر عسكري يمني مسؤول بأن قائد اللواء 63 حرس جمهوري العميد عبد الله الكليبي قتل في اعتداء على معسكر اللواء نفذته ميليشيات مسلحة موالية للتجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون أكبر أحزاب المعارضة عضو تحالف اللقاء المشترك ) . وقال المصدر في بلاغ للمركز الإعلامي لوزارة الدفاع اليمنية إن قوات اللواء 63 حرس جمهوري يتصدون لميليشيات الإصلاح ويكبدونهم خسائر فادحة ، وأن هذه الميليشيات تعتدي منذ يوم أمس على اللواء 63 بمنطقة «بيت دهرة» شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء. لكن مصادر المعارضة اليمنية ، قالت إن مسلحين قبليين تابعين لقبيلة «نهم» شرق العاصمة اقتحموا معسكر اللواء 63 الليلة الماضية إثر اشتباكات عنيفة بين الجانبين قتل وأصيب فيها العشرات ، وذلك بعد اتهام القبائل لقائد المعسكر بقصف قراهم خلال اليومين الماضيين . وأدت عودة علي عبد اللّه صالح إلى اليمن مؤخرا وخطابه أول أمس على ما يبدو إلى تأجيج الأزمة التي لم تخمد نيرانها منذ ما يزيد عن 8 أشهر من تفجرها.