شهدت عملية تقديم الترشحات لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي ظاهرة فريدة من نوعها وهي قرار حوالي ثلاثين رئيس حزب عدم الترشح. وهو ما يطرح تساؤلا كبيرا حول سبب هذا القرار اضافة الى ترشح عدد كبير من قادة بقية الأحزاب وفي مواجهة بعضهم في عدد من الدوائر ومن أبرز الوجوه التي قررت عدم خوض المعركة الانتخابية نذكر رئيس حركة النهضة السيد راشد الغنوشي ورئيس حزب الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي وحمة الهمامي رئيس حزب العمال الشيوعي التونسي. ومن بين الأسئلة التي طرحت على الساحة السياسية حول عدم ترشح تلك القيادات البارزة، هل ان عدم الترشح جاء نتيجة الخوف من ما ستسفر عنه الانتخابات؟ خاصة وان توجهات المواطنين مجهولة الى الآن ولا يمكن ان يحددها اي طرف قبل المحطة الانتخابية. وفي هذا الاطار أوضح حمة الهمامي ل«الشروق» انه كان من المفترض ان يترشح في دائرة أريانة وانه لديه حظوظ في الفوز لكن حزبه اختار ان يعمل من أجل صعود أكبر ممكن للمجلس وقرروا ان لا يترشح رئيسه ليخدم كل القوائم وليس قائمته فقط وليتنقل بين جميع الجهات. ونفى الهمامي ان تكون المسألة مرتبطة بالخوف من النتيجة، مشيرا الى ان حسابات الأحزاب تختلف وانه هناك من يخاف من النتيجة وهناك من يرى ان عدم الترشح والتحرك لدعم جميع القائمات أفضل. من جانبه أكد محسن حسن عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الحر ان عدم ترشح رئيس الحزب السيد سليم الرياحي كان قراره الخاص وأراد ان يعطي الفرصة لبقية الاعضاء. وحول احتمال عدم الترشح نتيجة الخوف من النتيجة المجهولة قال حسن «ما المشكل اذا ترشح ولم ينجح تلك هي الديمقراطية والعمل السياسي يتطلب قبول النتيجة مهما كانت... هو قرر ان لا يترشح لأي انتخابات وفي الاتحاد نحن نعمل بطريقة منظمة وعدم ترشحه جاء بطريقة مدروسة وليس اعتباطية». هذا ونذكر بأن رئيس حركة النهضة أعلن منذ عودته الى تونس انه لن يترشح لأي منصب. وفي الجانب الآخر من المسألة وجدنا ان العديد من قيادات الأحزاب المترشحة للانتخابات تصارع بعضها في نفس الدوائر ومن أبرز الوجوه التي ستتصارع في نفس الدوائر نجد السيد محمد الكيلاني رئيس الحزب الاشتراكي اليساري الذي ترشح في دائرة نابل 1 في مواجهة رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المنصف المرزوقي، فيما نجد ان رئيس الحزب الديمقراطي التقدمي نجيب الشابي قد ترشح في نفس الدائرة التي ترشح فيها رئيس حركة التجديد احمد ابراهيم وهي تونس 2، كما ترشح رئيس الحزب الليبرالي المغاربي محمد البصيري بوعبدلي في دائرة تونس 1 التي ترشح فيها رئيس التكتل مصطفى بن جعفر، فلمن ستكون الغلبة يا ترى ومن سيختار الشعب خاصة وان القائمات المترشحة في تلك الدوائر تعد بالعشرات بين أحزاب ومستقلين.