أكثر من 120 امضاء بين أولياء وأساتذة جامعيين واساتذة ومعلمين ومديري مدارس وطلبة تفاعلوا ايجابيا مع مشروع «الزمن المدرسي الموحد» المقترح من طرف جلول البلعزي مدير مدرسة «تاوجوت «بمطماطة القديمة بقابس متسائلين عن سر تجاهل وزارة التربية لهذه المبادرة رغم ما يمكن ان تقدمه من حلول على المستوى التربوي والتشغيلي. الزمن المدرسي حسب صاحب المشروع توقيت مبسط جدا يسهل فهمه من جميع الاطراف اولياء ومربين وتلاميذ بما يساعدهم على سرعة حفظه مهما كان المستوى الدراسي وبما انه توقيت موحد فان كل التلاميذ يتلقون يوميا حصة صباحية تدوم ساعتين ونصف الساعة واخرى مسائية تدوم ساعتين ويلتقي القسمان في ساعة مشتركة للتنشيط الثقافي يوم الجمعة ليصبح مجموع ساعات الدرس 23 ساعة اسبوعيا. جدول عمل المعلم هو الآخر سيكون بهذه الطريقة موحدا لجميع المربين على مستوى جميع مدارس الجمهورية بحيث يشتغل حصتين صباحيتين تدوم الواحدة منها 5 ساعات وحصتين مسائيتين تدوم كل واحدة 4 ساعات مع ضرورة اعتماد التداول على الحصص الصباحية والمسائية كل سداسية لتحقيق العدل والانصاف التام بين جميع المربين فاذا التحق أي معلم بمدرسته في أي وقت من اوقات السنة الدراسية وجد امامه زمنا مدرسيا موحدا مع زملائه فينفي المشروع بذلك مقولة «ارضاء الجميع غاية لا تدرك» في سلك ضخم كالتعليم ولن يكون الرفض الا من مربين تعودوا على عطف مدير مدرستهم بتبجيلهم واعطائهم جداول حصص صباحية وتمتيعهم بيوم راحة اضافي وعدم ارهاقهم بساعات زائدة وهو ما يكون في الاغلب الاعم على حساب زملائهم. تنظيم موحد مهما كبر حجم المدرسة مشروع الزمن المدرسي الموحد يعفي مدير المدرسة من اعداد تنظيم خاص بمدرسته مهما كان حجم كبرها وعدد قاعاتها ومدرسيها ومثال ذلك مدرسة ابن خلدون بمدنين التي تضم 44 قسما وتعتبر من بين اكبر المدارس في الجنوب الشرقي تمكن الزمن المدرسي الموحد من تنظيمها بشكل نهائي ومستقر لا يتم اعادته مع كل مفتتح سنة دراسية مهما تغير عدد الاقسام والمدرسين والتلاميذ. تخفيض ساعات العمل والتشغيل عملية تخفيض ساعات العمل لتصبح موحدة 23 ساعة مهما كانت الرتب فيمكن الاقناع بها رياضيا فحين يبلغ المعلم 20 سنة اقدمية تصبح ساعات عمله قانونيا 20 ساعة وحين نطالبه بتدريس 23 ساعة فمعنى هذا انه سيعمل 3 ساعات اضافية وحين نجمع هذه الساعات لعدة سنوات تخصم له في ختام حياته المهنية باقساط تتمثل في التخفيض في ساعات عمله لتصبح 11 ساعة ونصف الساعة وهو ما يمثل نصف التوقيت وبعملية رياضية بحتة يتم تحديد عدد سنوات العمل وفق 23 ساعة للتوقيت الكامل ب 11 سنة وعدد سنوات التخفيض وفق 11 ساعة ونصف الساعة ب 4 سنوات وخلال هذه السنوات الاربعة يتم تعويض ساعات المربي بمعلمين جدد وهو ما يمثل توفيرا لمواطن شغل جديدة. هذا المشروع الاصلاحي لجزء من المنظومة التربوية يعترضه اشكال وحيد لا يمثل عائقا في تطبيقه خاصة لدى اهل الاختصاص ويتمثل في سؤال حول امكانية ان تفي 23 ساعة برامج السنة السادسة ويمكن الحديث هنا عن تحويرات جزئية لا تمس جوهر المشروع وتتعلق باضافة ساعتين للسنة الخامسة واربع ساعات للسنة السادسة تدرس صباح السبت ويكون لها منحى اجتماعي فني بدني. في انتظار رد الوزارة بقي ان نشير في الاخير الى ان مشروع الزمن المدرسي لقي اهتماما واسعا من المربين والاولياء وتم عرضه على وزارة التعليم لكنها لم تبد حياله أي رد فعل سلبي او ايجابي رغم ما يقدمه من مقترحات حول بعض الاشكالات الوطنية كالتشغيل (توفير حوالي 20 الف موطن شغل) وتنشيط السياحة الداخلية باعتماد يومي راحة (السبت والاحد) لتتمكن العائلات من زيارة مواقع تاريخية واثرية واطلاع الابناء على المخزون الثقافي والتراثي للبلاد.