يتنافس خمسة عشر مترشّحا من أجل الفوز بمقعد واحد في المجلس التأسيسي لتمثيل المهاجرين في ألمانيا. «الشروق» إلتقت في مدينة بون العاصمة الألمانية السّابقة بأصغر رئيسة قائمة عن القطب الحداثي الديمقراطي. كيف تقدّمين نفسك ولماذا ترشحت؟ أنا طالبة تونسية عمري 24 سنة أدرس تاريخ الفن بأقدم جامعة ألمانية ببون متخصّصة في الفن التونسي والموضوع هو تهميش الفن والفنانين التشكيليين إذ لا يوجد متحف ولا متخصّصين في الفن الحديث وحتى مقتنيات الدولة يلقى بها في «دبّو»أقوم بمقارنة في بحثي بين تونس وفنلندا التي تحرّرت من الاستعمار الروسي ونجحت في بناء هويّة محورها الفن الحديث وهي تملك أفضل المتاحف في العالم. وأنا أؤمن أن الشباب التونسي يجب أن يكون له حضور وأن يسمع صوته لأنّه شارك في الثورة بطريقة فعّالة والشباب هم الذين كانوا يستعملون وسائل الاتصال الحديثة وأنا يسعدني أن أكون أصغر رئيسة قائمة . ما هي أبرز نقاط برنامجك الانتخابي ؟ لا بد من مركز لاستقبال وإرشاد التونسيين في مشاكل السّكن والعمل والصحّة والدراسة ،هناك من التونسيين من لا يعرف حقوقه حين يطرد من العمل مثلا وتعليم أبناء المهاجرين اللغة العربية والثقافة التونسية التي لا يعرف منها أبناء المهاجرين إلاّ البحر والأعراس في الصيف لماذا توجد مدارس أجنبية في ألمانيا ولا توجد مدرسة تونسية في منطقة ذات كثافة مهاجرين مثل شمال الراين وتدرّس اللغة العربية وتاريخ تونس إلى جانب اللغة الألمانية. القنصليات والبعثات الدبلوماسية يجب أن تكون مستقلّة عن كل الأحزاب وأن تكون مقاييس الاختيار هي الكفاءة وليس القرابة لزيد أو لعمر أو للحزب الفلاني، أدعو أيضا اتصالات تونس إلى التخفيض في سعر المكالمات إلى تونس لأن أسعارها حقيقة مرتفعة جدا كما أدعو الى أن يتم اختيار الموظفين في البعثات الدبلوماسية وفي ديوان السياحة وفي الخطوط الجوية من بين أبناء المهاجرين. كما أدعو إلى توفير رحلات تونسية كل يوم والتخفيض فيها لأنّ الأسعار مرتفعة جدّا .وأطالب أيضا بمجلس استشاري للمهاجرين وكتابة دولة للمهاجرين . اخترت القطب الديمقراطي الحداثي لأي سبب ؟ الآن مرحلة يجب أن تتّحد فيها الجهود للحفاظ على حداثة المجتمع وعلى الديمقراطية وعلينا أن نتخلّى عن مصالحنا الخاصة وأن لا نفكّر إلاّ في تونس، كنت أعتقد أن الأحزاب التي تؤمن بالحداثة والمجتمع المدني وقيم الجمهورية في جبهة واحدة ولكن الحسابات السياسية أفسدت هذه الجبهة للأسف ولكن نجحنا في تشكيل قطب حداثي ديمقراطي أرجو أن يكبر في المستقبل. الخلاف الآن إذن حول الحداثة ومدنية المجتمع ؟ أنا تحدّثت طويلا مع تونسيين حتى الشيوخ والرأي السّائد أن تونس يجب أن تتقدّم وأعتقد أن حتى الأحزاب التي يمكن أن تعارض نموذج المجتمع الحالي من خلال برامجها لم تكشف عن ذلك على الأقل من خلال البرامج. هناك من يعتقد أن النهضة ستكون لها الأغلبية في المجلس كيف ترين ذلك؟ والله إذا اختارها الشّعب فهذه هي الديمقراطية التي تقتضي أن تؤمن بنصيب كل القوى السياسية وهذه تجربة لا بدّ أن نخوضها ومن يفوز بالأغلبية سواء كانت النهضة أو غيرها يجب أن تحترم الأقلية وهذا هو جوهر الديمقراطية. هل أنت متفائلة بمستقبل تونس ؟ وكيف ترين الحكومة القادمة ؟ نعم متفائلة جدا على شرط أن نلتقي جميعا حول مصلحة تونس أوّلا، أمّا أهمّ خطر هو الفراغ في رأس السّلطة ومن بين الحلول أن تستمر الحكومة إلى غاية الاتفاق على حكومة جديدة ورئيس جديد لتسليم المهام ويمكن أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية.