لا ينضبط الموقع الاجتماعي لقوانين الانتخابات، لذلك استمرت الحملة في الصفحات التونسية بين إشهار للأحزاب والقائمات وشن الحملات الضارية على الخصوم، إنما وسط حالة ترقب وحذر ليوم الامتحان وعما ستفرزه صناديق الانتخاب. وكتبت أستاذة في جامعة تونس: «أخيرا، قد آن الأوان لسيارات الكراء أن تستريح، وللمطابع أن تتوقف قليلا عن الدوران، ولمضخمات الصوت أن تخمد». وقبل ذلك، وفي مساء الجمعة، دعا الكثير من الناشطين وخصوصا الحقوقيين إلى أن يكون يوم السبت «يوم الصمت» عن ضجيج الحملات الانتخابية وأن يصوم السياسيون قليلا عن الوعود الخيالية وأن يتجه الجميع إلى الدعوة إلى انتخابات نزيهة بلا ضغوط ولا تزييف، وأن يستعد الجميع لتقبل النتائج حتى إن لم تكن في صالحه. وفي هذا الإطار، صمم بعض شباب الموقع صورا جميلة تدعو إلى احترام نتائج الديمقراطية وتذكر دماء الشهداء والتضحيات التي قدمها الشعب التونسي ليملك مصيره. لكن الموقع لم يعترف بالدعوة إلى الصمت والتوقف قليلا عن إحداث الإزعاج والضجيج الانتخابي، وظللنا نتلقى على صفحاتنا العديد من المقالات التي تمجد الأحزاب ومقاطع الفيديو التي تتحدث عن «الدرس المؤلم» الذي تلقاه حزب آخر في مدينة تونسية رفضت استقباله، وما إلى ذلك من المعارك الانتخابية التي نضطر لمحوها لما فيها من تشنج، ونحن نستعد لتبين مصير البلاد. وعلى ذكر نتائج الانتخابات، فقد وجدنا صفحات كثيرة تسخر من عدة أحزاب وتيارات سياسية لأن «الانتخابات سوف تعيدها إلى حجمها الطبيعي» كما كتب كثيرون. كما قرأنا عدة عناوين من نوع: «يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان»، فيما تورط أنصار تيار سياسي معروف في تقديم نتائج مسبقة تؤكد فوزهم بالأغلبية. واستمر بعض ناشطي النهضة في حملتهم الانتخابية على الموقع بنشر صور مذهلة عن اجتماعهم مساء الجمعة في ضاحية بن عروس، وهو اجتماع بدا أشبه باستعراض القوة، وقيل إن أكثر من 30 ألف شخص حضروه. وفي المقابل، نشر ناشطون من اليسار مقالات صحفية عديدة أغلبها من وسائل إعلام أوروبية تحذر من أن انتخابات المجلس التأسيسي سوف تشهد زحف التيار الأصولي وأن تونس أصبحت مهددة بالتطرف وما إلى ذلك مما تعودنا على سماعه من عدة أطراف تستثمر في ثقافة الرعب من الإسلاميين. أما آخر ما عثرنا عليه، فهو شعار أطلقه أحد الزملاء جاء فيه: «أقترح شعارا لهذه المرحلة: اللّي صبعه ماهوش أزرق ليس منّا»، فعلا، لأن علينا أن نقرر اليوم مصيرنا بأنفسنا.