لا زلت احتفظ بقدر من النباهة فقد تسوّغت عمودا كهربائيا قرب المطار وحفظت أغنية «طلع البدر علينا» عن ظهر قلب تحسبا لعودة مهدينا المنتظر الهاشمي الحامدي. هل هو على قدر عال من السذاجة أم إنه يتمتع بنسبة مرتفعة من الذكاء أقول «1» كلما سمعت كلامه، و«2» كلما تابعت أفعاله. أرجو أن أكون في الأولى خاطئا وفي الثانية... مخطئا. من غير المستبعد أن يعلن الهاشمي الحامدي عن نسبه الهاشمي النقي... للأمانة هذا مجرد احتمال لأن البعض يؤكد أن اسمه الحقيقي «محمد بن يوسف بن علي الحامدي» فمن أين جاء بالهاشمي إن لم يكن يخطط و«يكمبص» منذ صغره؟ الهاشمي الحامدي نصّب نفسه رئيسا للجمهورية واختار مساعديه ولم يبق له غير غسل قدميه ودخول القصر الرئاسي. نسيت أن أقول إن غسل القدمين سنة وليست فرضا ويجوز الاستعاذة منه بالمسح على الجوارب... بشروط تتعلق بالجوارب. الهاشمي الحامدي متمسك برئاسة الجمهورية وفي الآن ذاته يرفض العودة إلى تونس إذا آلت رئاسة الحكومة للجبالي.... لو تمسك كل طرف بموقفه فسيسجل التاريخ أول رئيس يدير شؤون دولته من الخارج. لو صدقت النبوءة وتولى الحامدي رئاسة الجمهورية فكيف نزحف عليه في قصر «برمنقهام»؟... «نحرق» مثلا؟ الرجل الذي أسس قناتي المستقلة والديمقراطية يفوز في أول انتخابات ديمقراطية ومستقلة... لن أخوض في الشطر الأول لأن فيها جانبا شخصيا، ولن أتطرق إلى الشطر الثاني خوفا من... بقايا التجمع. أتطلّع شوقا لرؤية الهاشمي الحامدي في قصر قرطاج حتى اكتشف طريقته في الكلام. ترى هل يكلم شعبه التونسي بلهجته الأم؟ (لهجة سيدي بوزيد التي أعشقها) أم بتلك اللكنة الخليجية؟ أم بالسوداني؟... تقولون: «بلغة التجمع»؟... إذن نسأل الله حسن الخاتمة.