بعد أن امتلأت شوارع باردو مع انطلاق أشغال المجلس التأسيسي بالمعتصمين، تقلصت الأعداد بصورة كبيرة حتى لم يبق منهم غير البعض ممن نصبوا خيامهم. «الشروق» بحثت في أسباب «تلاشي» الالتفاف حول هذا الاعتصام... وحاولت التطرق الى حقيقة اعتصام صنفه البعض ب«الاعتصام» الاجتماعي... فيما اعتبره آخرون ب«ناقوس تحذير» من أجل عدم انتهاك الحريات وتوليد دكتاتورية جديدة... بينما تصر فئة اخرى على ان الاعتصام هو شكل من أشكال التعبير الديمقراطي. بيان ووطن!! أصدر المعتصمون بيانا يندّدون فيه ب«تمادي بعض أعضاء المجلس التأسيسي في التهجم على معتصمي «باردو1» ونعت بعضهم المعتصمين ب«الفاشلين في الانتخابات وبالحثالة التي تهدّد أمن الوطن والديمقراطية». وطالب المعتصمون باحترام كرامتهم... وأنّ الاعتصام والتظاهر والاحتجاج هو حقّ فرضه الشعب خلال المسار الثوري. وخلال الحديث مع السيد عبد السلام حمدي أحد الناطقين الرسميين باسم الاعتصام، قال: ان بعض الأطراف حاولت افراغ اعتصام باردو من محتواه وحاولت شق صفوف التونسيين وأضاف بأن بعض الأحزاب حاولت استقطاب أصحاب الحالات الاجتماعية ومعالجة الحالات بصفة منفردة، بالتالي وقع افراغ الاعتصام من أبعاد أخرى. ويقول عبد السلام حمدي انّ الاعتصام له أبعاد اجتماعية اقتصادية، لكنه أيضا درع للمجتمع المدني حتى لا تمرّر الأغلبية المؤتلفة قوانين ذات قياس على مصالحها لا مصالح الشعب ككل... وحتى لا يتم تولد دكتاتورية جديدة. لم ننته بعد الحديث مع عدد من المعتصمين باعتصام باردو أكد أن المواطنين لم يسأموا بعد من الاحتجاج والتظاهر... وأن الاعتصام هو مجلس تأسيسي مواز ومحرار للديمقراطية. وخلال الحديث مع مالك المغربي، وهو طالب في الطب ومعتصم يدافع عن الحريات وعن بناء الديمقراطية في تونس على أسس صحيحة، قال: «اعتصام باردو لم ينته بعد ولم يتم افراغه من محتواه» وفسّر نهاية «التعبئة» وعدم وجود الحشود بمرور الكليات والمعاهد بفترة امتحانات وأسبوع مغلق. وأكد مالك ان مطالب الاعتصام لم تنفذ بعد ولم يتم تداولها في المجلس التأسيسي... وحسب معاينته وشهادته الشخصية قال، إن هناك محاولات من «الترويكا» ومن بعض أعضاء المجلس التأسيسي بافراغ الاعتصام من محتواه من خلال عزل الحالات الاجتماعية والمطالب الخاصة عن المطالب الديمقراطية». ويبدو أن هذه المعالجات قد أتت أكلها. من جهة أخرى، قال بعض المعتصمين، إنّ التعبئة التي حصلت في الأيام الأولى هي نتيجة صدام بين الحداثيين و«أزمة النقاب» التي اشتعلت في حلبة باردو... واتهم بعضهم الأطراف السياسية بمحاولة إلهاء الشعب بقضايا فرعية وشغلهم عن المطالب الحقيقية للثورة. من جهتهم تحدث بعض نواب التأسيسي ل«الشروق» عن عزم المجلس القيام بجلسة خاصة للنظر في المطالب التي قدمها الاعتصام واعتبروا أن الاعتصام ظاهرة صحية لميلاد الديمقراطية بتونس. معتصمو باردو أكدوا أن دور هم لم ينته بعد... وأن صوتهم مازال يتردّد وسيتم تعبئة أعداد اضافية لو حادت الديمقراطية عن مسارها الذي انطلقت من أجله ثورة تونس.