هي «القرية اللغز» كما وصفها أحد سكانها، لغز حيرهم بسبب شدة التلوث فيها وانعدام المرافق. فاق عدد سكانها ال8 آلاف ساكن، ومع ذلك فإحداث بلدية تسهر على تصريف الشؤون المحلية ظل مطلبا دون استجابة منذ الثمانينات. «نيانو» قرية ذات أصول أندلسية تتبع إداريا معتمدية قرنبالية وتوجد بين معتمديات بني خلاد قرنبالية وبوعرقوب (ولاية نابل). وقد عرفت تطورا حضريا لافتا خلال العشريتين الأخيرتين لكن الاستجابة لحاجات وطلبات التنمية ظلت تراوح مكانها. عندما تجولنا في أحياء المدينة رصدنا إخلالات بيئية مثل وجود اكثر من نقطة لقنوات التطهير المفتوحة منذ أسابيع يفيض ماؤها الآسن عبر الطريق رغم التشكيات والنداءات الموجهة لمصالح التطهير. وعلى أطراف المنطقة تنتشر الفضلات بشكل كبير وتعج الحقول المجاورة بأكياس البلاستيك، أما النقطة السوداء كما أكد لنا مرافقنا علي الأندلسي فهي وادي المالح الذي أصبح مصبا لفضلات مضرة للبيئة والإنسان والحيوان. على حافة الوادي مصبان للفضلات العفنة «تفوح» منهما الروائح الكريهة لان رفعها يتم في فترات متباعدة زمنيا وتؤمنه بلدية قرنبالية. كل من تحدثنا إليهم في «نيانو» أكدوا أن المدينة كانت نظيفة بفضل العمل الكبير التي كانت تقوم به لجنة صيانة المدينة لكن بعد الثورة كثرت الاتهامات الموجهة لمن تطوعوا لإدارتها وهو ما جعلهم ينسحبون في صمت وألم مما أعاد المدينة سنوات إلى الوراء. ويتفق المستجوبون على حاجة المنطقة الملحة لبلدية تقوم بتصريف الشؤون المحلية وتهتم بالجانب التنموي والبيئي وتطور الخدمات والمرافق الضرورية.