اثر تعرض المحاصيل الزراعية في جنوب ليبيا مؤخرا إلى هجوم الجراد برز تخوف في أوساط التونسيين من هجوم هذه الأسراب على بلادنا. وتضاعفت هذه المخاوف بعد أن نشرت وسائل إعلام ليبية أن سيارات مكافحة الجراد الليبية تم نهبها خلال الثورة الأخيرة التي انتهت بالقضاء على نظام القذافي. ويرى الملاحظون أن بلادنا لا ينقصها في الفترة الحالية سوى أسراب الجراد لتزيد من مشاكل غلاء المعيشة والفوضى... «الشروق» اتصلت بالسيد بوزيد نصراوي مدير عام الإدارة العامة لحماية ومراقبة جودة المنتجات الفلاحية بوزارة الفلاحة الذي ذكر أن الوضع تحت السيطرة وأضاف أن المصالح المختصة بوزارة الإشراف بصدد متابعة الوضع عن كثب ولاحظ أن تقرير هيئة مكافحة الجراد في المنطقة الغربية (شمال افريقيا) التابعة لل«فاو» ذكرت أن الجراد المتواجد حاليا في ليبيا هو مجموعة من حوريات الجراد الصحراوي ناتج عن تكاثر محلي في بوديان التي تقع شمال غربي «غات» والأمر ليس بالخطورة التي تتناقلها وسائل الإعلام. وأضاف المدير العام تمت تجمعات صغيرة ومحلية ليست لها حاليا مخاطر خاصة على تونس وحتى على ليبيا. وعدم وجود مخاطر مرده أن أعداد الجراد الموجودة بليبيا صغيرة ومحلية أي أنها غير قادمة من جهات أخرى. وأضاف مصدرنا وصلتنا مجموعات صغيرة من الجراد في (2004 2005) وفي (1987 و 1988) وقد جاءت إثر تجمعها في موريتانيا ولم تنجح وقتها عملية إبادتها فانتقلت إلى جنوب المغرب ثم إلى الجزائروتونس ولاحظ أن كل سنة يتم تتبع تحرك الجراد في فصل الخريف وذلك خلال تجمعه في موريتانيا قادما من النيجر ومالي وعادة مايتم مداواته في موريتانيا ونسبيا في المغرب والقضاء عليه ولا يصل إلينا إلا إذا لم تنجح عملية المداواة وسيستغرق الجراد في رحلته من موريتانيا إلى تونس بين 3 و4 أشهر في حال لم يتم النجاح في مداواته أي أنه لا يصل سوى في الربيع. وعن طرق مقاومته في تونس في حال وصل إلينا الجراد لا قدر الله من ليبيا أو من غيرها يذكر مصدرنا أن كل الوزارات تتدخل للمقاومة، والمداواة تتم بطريقة كيميائية أرضا وجوا. لكن في خصوص الجراد الموجود حاليا في ليبيا ذكر مصدرنا أن الأخصائيين في هيئة مكافحة الجراد الصحراوي بالمنطقة الغربية (التي تشمل ليبيا وتونسوالجزائر والمغرب وموريتانيا ومالي والسينغال والنيجير) أكدوا من خلال التقارير أنه لا يوجد خطر من شأنه أن يهدد بلادنا حاليا أو لاحقا كما تتواصل متابعة الوضع لرصد التطورات الممكنة ودعا مصدرنا التونسيين إلى عدم التخوف من تسرب الجراد إلى بلادنا فكل الجهات تترصد الوضع وتعد برامج التدخل الممكنة في حال انتقاله إلى بلادنا لا قدر الله .