ان تطور قطاع السياحة بعاصمة الأغالبة يرتبط بشكل وثيق بإحداث منطقة سياحية على غرار ما يتوفر بجهات أخرى. وقد تفطنت الجهات المعنية لهذه النقطة التي سبق وأثرناها لتجعلها محور اهتمامها. وولاية القيروان التي تتوفر على مقومات سياحية شاملة وعلى مخزون متنوع الثراء وخصوصا في مجال السياحة الثقافية، تفتقر الى منطقة سياحية تتوفر على مختلف المرافق والخدمات من اقامة وخدمات وترفيه وتنشيط وبيوت ضيافة ومعارض وغيرها من الاسباب التي يمكن من خلالها النهوض بقطاع السياحة. وما يغري في هذا القطاع ان القيروان متعددة الاوجه السياحية سواء من الناحية الثقافية او البيئية او الصحية وايضا سياحة الاستجمام بفضل مناخها المعتدل وتضاريسها المتنوعة. ومن شأن هذه المنطقة السياحية أن تحدد مسار المستثمر وحل المشاكل العقارية التي تمثل حجر عثرة أمام عدد من المشاريع السياحية. ويمكن في هذا الاتجاه تهيئة الأراضي الدولية ثم بيعها للمستثمر. وتتولى هذه العملية الوكالة العقارية للسياحة على غرار دور الوكالة العقارية الصناعية لكن تحتاج الى نجاعة افضل نظرا لحساسية القطاع ودقة التفاصيل. كما ان التوجه نحو السياحة البيئية بالمناطق الريفية والجبلية والسياحة الاستشفائية يعد بمؤشرات سياحية واعدة شريطة أن يتم التفكير فيها بالجدية المطلوبة واستغلال كافة طاقات الولاية وليس معالم المدينة العتيقة فحسب. مركب سياحي متكامل في الأفق ويبدو ان الحكومة الحالية اتجهت الى العناية بهذا القطاع الحيوي في عاصمة الأغالبة وابن الجزار. فقط مثل موضوع بعث منطقة سياحية متكاملة مع التراث الحضاري بالقيروان، محور لقاء جهوي حضرته الاطراف ذات الصلة بالاستثمار وبتهيئة المسلك السياحي والاستثمار والتنمية. ويتمثل مشروع المنطقة السياحية موضوع الانشغال، في توفير مركب سياحي تنشيطي ومنطقة حرفية ووحدات فندقية ومطاعم سياحية ذات طابع مميز ومتناسق مع المسلك السياحي للمدينة العتيقة الذي يحتاج الى تأهيل وتهيئة. وقد تم التشاور بخصوص تفاصيل المنطقة السياحية ودراسة المسائل العقارية واللوجستية. حيث من المنتظر ان تمتد المنطقة السياحية على مساحة 8 هكتار. كما تطرقت الجلسة الى مسالة البيوت العتيقة وتوظيفها في المجال السياحي من خلال استثمارها وتوظيفها كمزارات او معارض او بيوت ضيافة نظرا لما تتميز به من طابع معماري وموقع مرتبط بالمعالم الاثرية للقيروان. وهذا الامر يمكن ان ينطبق على عديد المناطق والمعتمديات وليس على المدينة العتيقة فقط. هذا المشروع المرتقب الذي سيدخل في طور دراسة الجدوى وما يتعلق بها من مسائل فنية لا يجب ان يطول انتظاره في الرفوف. كما يجب ايجاد الحلول الإدارية الملائمة له حتى لا يسقط في رتابة التعطيلات الإدارية العتيقة. كما تحتاج السياحة الثقافية بولاية القيروان إلى استثمارات ومشاريع إضافية وتحسين البنية التحتية والمحافظة على المعالم الأثرية والتراث المهدد بالاندثار. مع العلم ان المجلس الجهوي لولاية القيروان تتعلق بذمته مشاريع سياحية غير منجزة منها منتزه رقادة وتهيئة المدينة العتيقة وتهيئة فسقيات الأغالبة. اما بلدية القيروان فيتطلب منها توفير أجواء سياحية جاذبة من نظافة وجمالية تحمل بصمة القيروان بعيدا عن العشوائية. اذا توفرت شروط النهوض بقطاع السياحة في عاصمة الاغالبة، فانه قادر على تحقيق جزء هام من التنمية المنتظرة وحل ازمة البطالة ولو بشكل جزئي. فمتى ينطلق العمل الحقيقي من اجل البناء والترويج للسياحة بعيدا عن ترويج الوعود.