تعاني مناطق كثيرة من العزلة وانقطاع التيار الكهربائي والتأثر بأمراض الشتاء نتيجة لموجة البرد التي اجتاحت عددا من الجهات التونسية لاسيما مناطق الشمال الغربي. وتناول اللقاء الدوري السابع والأربعين لرئاسة الحكومة موضوع الساعة: موجة تساقط الثلوج ومسبباتها وحلولها.. واستضاف ممثلين عن الوزارات لرصد الحلول. «الشروق» حضرت اللقاء وحاولت رصد آخر تطوّرات وضعية المواطنين المعزولين والمتأثرين بالتساقط الاستثنائي وغير المسبوق للثلوج بالأراضي التونسية.بداية الحديث كانت مع السيد النقيب المنجي القاضي رئيس خلية العلاقات العامة بالديوان الوطني للحماية المدنية الذي قال إنه تمّ إغلاق الطرق الوطنية رقم 17 الرابطة بن فرنانةوعين دراهم لفسح المجال أمام الآلات الثقيلة لمسح الثلوج. وأكد أنه قد تمّ استعمال التجهيزات الضرورية... كما أفاد أنه تمّ تركيز خلية أزمة للعمل بجهة عين دراهم لرفع العزلة عن هذه المناطق، وتمّ تركيز 52 آلة ثقيلة بهذه الجهة وحدها... كما أكد قائلا: «لقد تمّ إرجاع الماء الصالح للشراب وتمّت عملية فك العزلة عن المناطق المعزولة». وإجابة عن الاتهامات المتعلقة ببطء وصول المساعدات يقول السيد منجي القاضي: «إن بطء التدخل يعود الى وعورة المسالك. فالبنية الأساسية جدّ هشّة» عموما تمّ اغتنام فرصة الهدوء النسبي للطقس يوم أمس لفك العزلة تماما عن المناطق المغمورة بالثلوج... وقد وجهت الى ولاية جندوبة وحدها حوالي 100 آلة بين ماسحات وشاحنات وجرّافات وللإشارة وصل طول الثلج الى متر و70 صنتمترا وهو علّو لم تصل إليه حتى بعض البلدان الأوروبية. بنية أساسية يُوجه المواطنون اتهامات تتعلق بسوء البنية الأساسية ويحملونها أسباب عزلة المواطنين بعد موجة البرد. وعن هذا الموضوع يقول السيد المنصف السليتي المكلف بمهمة لدى وزارة التجهيز إنه سيتم العمل على مدّ الطرقات نحو عدد من هذه المناطق... وأشار الى أن حالة نزول الثلج بهذه الطريقة استثنائية ولا يمكن برمجة البنية الأساسية حسب الاستثناءات. وأضاف أنه تمّ تخصيص عدد من المعدّات (100 شاحنة وآلة كاسحة) لجهر الثلج ولجأت الوزارة بمناطق وولايات مثل القصرين وقفصة الى استعمال الملح لاذابة الثلج وكانت العملية جدّ ناجحة. كما تمّ استعمال طائرة هيلكوبتر. من جهة اخرى قام الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي بتوزيع عدد من المساعدات المتمثلة في أغطية صوفية وأغذية وزيت نباتي ويقول السيد محمد الخويني إنه تمّ توزيع الحفاظات للأطفال لأول مرة كما تمّ توزيع 5500 قطعة خبز تمّ إرسالها الى عين د راهم. مرضى ومستشفيات يقول السيد محمد مفتاح من ديوان وزير الصحة إنّ موجة البرد قد أكدت ضرورة ايلاء الخطوط الأساسية العناية اللازمة وأنه من المهم أن يشتغل الاستعجالي بالطريقة اللازمة حتى لا يتمّ تكبد خسائر كبرى. وأضاف أن السيد وزير الصحة قد أصدر تعليمات بالقيام بمعالجة مجانية لكل المرضى الوافدين على المستشفيات الجهوية حتى من لا يحمل بطاقة العلاج المجانية: مع إيواء مجاني إن اقتضت الحالة... وقد تمّ تدعيم فرق العمل بالاستعجالي بهذه المستشفيات وتمّ ارسال ثلاث سيارات اسعاف مجهزة اضافة الى تجهيزات طبية وأخرى تهم صحة الأم الحامل والطفل. وذكر أنه سيتم جلب بين 10 و14 سيارة اسعاف جديدة هي حاليا في الديوانة سيتم توجيهها نحو المناطق المتضرّرة. وإجابة عن سؤال «الشروق» المتعلق بزيارة المسنين والمرضى غير القادرين على التنقل قال إن سيارات الاسعاف الجديدة مجهزّة وستتمكن من الوصول لكل من يقوم بحالة استغاثة أو توجيه نداء. كما سيتم في الأيام القادمة فتح طلب عروض لاقتناء حوالي 375 سيارة اسعاف جديدة وأكد الدكتور محمد مفتاح أنه لم يتم تسجيل أية حالة وفاة بسبب البرد. أدوية ونقص أكد الدكتور محمد مفتاح أن الحريق الذي حدث بالصيدلية المركزية ببن عروس لن يؤثر على مخزون الأدوية لأن الحريق شمل القطن وبعض الأدوية الخاصة والضمّادات وأضاف أن كل أنواع الأدوية موجودة ولا وجود لأي نوع من الأدوية الناقصة ويتم دعم السوق بأي دواء يقدم طلبا فيه، ويعلم بوجود نقص منه. وقد تمّ توجيه 12 نوعا من الأدوية التي تهم أمراض الشتاء والخريف (ڤريب برد روماتيزم حرارة التهابات تنفس الخ...) نحو المناطق المعزولة والتي تأثرت بموجة البرد. وأضاف المتحدث باسم وزارة الصحة أن نقص الأدوية يعود الى عملية التهريب نحو ليبيا. انقطاع كهربائي ذكر السيد محمد عمار مدير التوزيع بالشركة التونسية للكهرباء والغاز بوزارة الصناعة والتجارة أن هناك حوالي 550 منزلا انقطعت عنه الكهرباء ولم تتمكن الفرق بعد من الوصول إليها لارجاع الكهرباء بسبب وعورة الطريق. وأضاف أن عمليات التدخل قد كادت تتسبب في كوارث بسبب انزلاقات الثلج لولا ألطاف اللّه... وقد رافق أهالي بني مطير الموظفين خلال بعض عمليات ارجاع الكهرباء ويقول إنه قد تمّت حوالي 600 عملية تدخل في مناطق الشمال الغربي لارجاع الكهرباء. من جهة اخرى تسببت الثلوج في تساقط عدد من الأعمدة الكهربائية وانتهز بعض اللصوص الفرصة لسرقة خيوط الكهرباء!! ولاحظ السيد محمد عمار أن معدّل استهلاك الطاقة قد ارتفع بنسبة 16٪ نتيجة لاقبال التونسي على استهلاك الكهرباء والغاز الطبيعي لمقاومة البرد.