يعود تاريخ المدينة العربي بالكاف الى أواخر القرن الماضي ويؤثثها عدة احياء كالحارة وسوق الخميس وبومخلوف وحومة بربوش وبطحاء الشيخ علي بن عيسى وحومة الرابطة... وتعد حوالي 10 ألاف ساكن ترزح نسبة كبيرة منهم تحت وطأة الفقر والخصاصة وغياب بعض المرافق الأساسية التي زادها قدم البناءات وتآكلها سوءا ويتذمر أهالي الأحياء المذكورة من تفشي ظاهرة البطالة وخاصة بين صفوف الشباب من أصحاب المهن والشهائد العليا كما يعيشون أوضاعا مزرية بسبب رداءة البنية التحتية فالطرقات محفرة وكثيرة النتوءات ومصبات الفضلات متناثرة هنا وهناك والتباطؤ في رفعها مما عمق المعاناة وزاد في تكاثر القطط والكلاب السائبة أما البناءات فهي تنذر بالسقوط وجدرانها متصدعة ولا تتوفر بها أدنى المواصفات الصحية ، قنوات الماء الصالح للشراب بدورها أصبحت في حالة يرثى لها وتتطلب الصيانة العاجلة شأنها شأن قنوات الصرف الصحي. فضاءات مهملة الحديث عن «المدينة العربي» بالكاف يجرنا حتما نحوالإشارة الى الفضاءات العمومية المهملة على غرار روضة الأطفال التي تم احداثها سنة 1960 وأطلق عليها اسم «روضة ساحة قرطاج» قبل ان تغلق أبوابها منذ حوالي 10 سنوات تحولت خلالها الى وكر للفساد ومرتعا للكلاب السائبة رغم الموقع الاستراتيجي لها وحتى الحديقة المحاذية لها والتي كانت فضاء مجهزا بالألعاب المخصصة للأطفال صارت مرعى للأغنام والأبقار وتهشمت محتوياتها ويطالب أهالي المنطقة بإعادة فتح أبواب الروضة في أقرب الآجال خاصة أنها كانت من أهم رياض الأطفال بالمدينة ويذكر بأن الروضة المذكورة على ملك البلدية. غير بعيد عن هذا الفضاء التعليمي توجد حديقة ممتدة على حوالي ألف متر تعرف «بجنان سوق الخميس» تتطلب سورا لحمايتها والمحافظة عليها كمنطقة خضراء بالإمكان تحويلها الى منتزه عائلي وانقاذها من حالة الإهمال التي هي عليها في الوقت الراهن مما حولها الى ملتقى ومكان لتصرفات وأفعال يزعجنا ذكرها مثلما يزعج الأهالي ما آلت اليه الأوضاع بالحديقة المذكورة. حركة مشلولة بالإضافة الى البنية التحتية المتدهورة وما تعيشه الفضاءات العمومية من اهمال فان أهالي المدينة العربي يتذمرون من تراجع الحركة الاقتصادية ولجوء أصحاب المحلات التجارية الى تعليق أنشطتهم بعد اغلاق بعض المحلات بسبب الركود الاقتصادي والتجاري الذي تعيشه المنطقة خاصة بعد تنامي ظاهرة هجرة الشباب نحوالمدن الكبرى.