سببت كثرة الأمطار التي شهدتها جهة جندوبة في المدة الأخيرة تحطم الحوض المخزن للفضلات بمعمل السكر بن بشير بعد امتلائه بمياه الأمطار مما أدى إلى انهيار الجدار الترابي للحوض وتدفق كمية من المياه المحملة بمواد سامة وخطيرة. المياه السائلة والتي تحتوي المواد السامة المتأتية من فضلات المعمل انتشرت في الأراضي الزراعية والحقول المجاورة وقد وصلت المياه إلى النهر الذي يشق منطقة بن بشيروالذي يمكن أن ينجر عن تلوثه مخلفات أخرى ناهيك أن مياهه يمكن أن تستعمل في الري وشرب الحيوانات مما ينذر بكارثة بيئية. الروائح تزيد الطين بلة بالإضافة للوضع الذي قد ينجم عن غزو هذه المياه للحقول والنهر فأن الروائح الكريهة غزت البيوت بمنطقة بن بشير ووصل صداها حتى مدينة جندوبة والمناطق القريبة مما خلق تذمرا من المتضررين من هذه الروائح التي ما فتئت تقلق الكثيرين مع كل يوم رغم الوعود المقطوعة منذ مدة على البحث عن سبل تخلص المدينة من الروائح الكريهة المتأتية من معمل السكر واقتراح إمكانية إعادة رسكلة الروائح وتعطيرها حتى يتجاوز الجميع هذا الهاجس. التدخل ضرورة ملحة الوضع البيئي الذي أصبحت تعيشه منطقة بن بشير والمناطق المحيطة بها يتطلب تدخلات عاجلة تعيد للبيئة ما سلب منها وتحد من تطور الموقف نحو الأسوإ بما يجنب كارثة بيئية لا نعلم ما يمكن أن تسببه من خسائر يصعب حصرها تشمل العباد والحيوان والأراضي الزراعية خاصة والمنطقة تعد من المناطق الناشطة بامتياز في المجال الفلاحي.