اعلان رئيس الجمهورية عن تنظيم انتخابات بلدية خلال أشهر الصيف القادمة اعلان أكثر من مهم... ذلك أن البلديات تبقى هي الهيكل الأقرب للمواطن وهي الهيكل الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بحياته اليومية وبتفاصيل شؤونه... لنفترض أن الوضع صار كارثيا في كثير من البلديات اليوم بسبب غياب الجدية في التسيير من قبل ما يسمى بالنيابات الخصوصية وفي بلديات أخرى عجزت السلطة عن تعيين نيابات أصلا مما ترك الأوضاع تزداد سوءا... ويحتاج المواطن اليوم الى مجالس بلدية منتخبة بشكل حقيقي وديمقراطي تجسد فيها التمثيلية الحقيقية للسكان والمواطنين وتكون البلدية هيكلا منتخبا في خدمة المواطن... لكن نحتاج الآن الى تمكين المجالس البلدية من صلوحيات واسعة في التسيير واتخاذ القرار أولا باعتبارها مجالس وهياكل منتخبة وثانيا باعتبارها الهيكل الاقرب للناس ولشؤونهم اليومية. لقد عانت البلديات منذ سنوات الاستقلال من تسلط الادارة وفقدت استقلالية قرارها وتحولت في كثير من الأحيان الى هياكل مهمشة وهياكل لا تمثل الا نفسها... الآن الواقع الجديد يفرض نظرة جديدة للبلدية كمرفق عمومي منتخب يُجسد الديمقراطية المحلية ويملك سلطة قرار وتنفيذ واسعة مستقلة عن السلطة الادارية... غير أن الاحزاب السياسية ومعها مكونات المجتمع المدني والمستقلين مدعوون الى الاستعداد لهذه الانتخابات التي ستكون مهمة للغاية ومصيرية بالنسبة إليها. ندرك جميعا أن الحزب الذي سينجح في الانتخابات البلدية سيكون الحزب الأقرب للمواطن والأقرب للناس وبالتالي الأقوى والأكثر تأثيرا في المجتمع وفي القرار السياسي... ويبقى الهدف أن تكون لدينا في المستقبل بلديات منتخبة وممثلة وفي خدمة المواطن...