قبل حوالي سنة كانت الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين العاصمة وأقصى الجنوب التونسي تعجّ بحركة الجولان ليلا...خاصة وأنها تشقّ شطري البلاد، الساحلي والغربي، وتمرّ من 7 ولايات هي تونس وبن عروس ونابل وغيرها. هذه الطريق على شساعتها أصبحت اليوم معدومة الحركة ليلا إذ يختفي هدير العربات مع حلول الساعة السابعة مساء في مشهد يوحي بخضوع الطريق لحظر جولان وهذا ما عاينته «الشروق» خاصة في الجزء الرابط بين النفيضة وبئر علي بن خليفة. علما وأنّ معدّل المرور اليومي للعربات في الجزء الرابط بين النفيضةوالقيروان والذي تعتبره الإدارة العامة للجسور والطرقات الأهم في الطريق الوطنية رقم2 يقدّر بحوالي 12 ألف عربة. وقد كان هذا الرقم في حدود 9 آلاف عربة عام 2007 وهو آخر احصاء تمّ إعداده إذ الاحصاء يتم كل خمس سنوات. الاعتداءات والسرقة يقول المتساكنون هناك في المناطق المتاخمة للطريق الوطنية رقم2 إنّ تواتر عمليات السرقة و»البركاجات» أثّر سلبا في حركة الجولان ليلا وأنّ بعضا من تلك الاعتداءات تحدث أحيانا في وضح النهار تحت تسمية اعتصام فيتعمّد منحرفون اغلاق الطريق العام بالحجارة أو ما شابه واجبار المارة على مدهم بالمال من أجل المرور. كما يقولون إنّ تعطيل حركة الطريق ليلا أثّر سلبا في نفوس المتساكنين إذ تضاعفت وحشة الليل في الارياف وصعُب التنقل أمام الخوف من الاعتداءات والسرقة. وكان وزير الداخلية المؤقت علي العريّض قد أعلن عشية الاثنين أنّ عدد الموقوفين في قضايا عنف وسرقة قد تجاوز 13 ألف موقوف عام 2011 مؤكدا أنّ «قطع الطرقات من قبل المحتجين اقتضى أحيانا ليونة من قبل رجال الامن لفك الاعتصام وقطع الطريق دون تدخّل وفي بعض الأحيان تمّ التدخل بالقوة لفضّ الاحتجاج». ويطالب بعضا ممن تحدّثنا اليهم من المتساكنين على مشارف الوطنية رقم2 بالحاجة الى تواجد وحدة أمنية مشتركة بين الحرس والجيش الوطني لتمشيط الوطنية رقم 2 ليلا لتأمين تنقل الافراد دون خوف ولقطع الطريق أمام مستغلّي الغياب الامني لترويع الاهالي ومستعملي الطريق بالسرقة والاعتداءات تحت جناح الظلمة. وعبّر بعضهم عن تضامنه مع المسافرين في الرحلات الليلية من مستخدمي حافلات النقل للخطوط البعيدة وسيّارات «اللوّاج» مؤكدين أنّ هؤلاء في حاجة لاستكمال طريقهم ليلا دون خوف من الاعتداءات. السفرات الليلية من جهته عبّر الطاهر المبروك عضو الغرفة الجهوية بتونس لأصحاب سيّارات الاجرة «اللوّاج» وصاحب أطول رحلة رابطة بين العاصمة تونس والعاصمة طرابلس مرورا بالطريق الوطنية رقم2 عن استيائه من عمليات الاعتداء المتكررة على مستعملي الطرقات الرابطة بين المدن قائلا «كراهبنا تكسّرت» و»نعمل في ظروف مزرية بسبب إغلاق الطرقات ورغم ذلك واصل أصحاب سيارات الاجرة تأمين الرحلات ونقل الناس حيث يريدون منذ بداية الثورة لكننا في المقابل تعرضنا لرشق البلور الامامي لسياراتنا بالحجارة والعصي خاصة في الجزء الرابط بين القيروان والصخيرة». وأوضح المبروك أنّ ما جدّ من عمليات عنف تعلّق خاصة بقطع الطريق واشتراط الحصول على المال للمرور دون أن يتم السطو على المسافرين. وقال «لا نعرف موعدا محددا لتلك الاعتداءات والاعتصامات وقطع الطريق هكذا فجأة تظهر وفجأة تختفي ونحن نعمل بالتنسيق مع أعوان الامن لتسهيل مرورنا من طرقات منوعة في حال كانت هناك اعتصامات في الطريق». كما قال المبروك حاولنا مقابلة وزير النقل الحالي وراسلناه 9 مرّات للنظر في ملفنا القطاعي وفيه ما يتعلق بمقترحاتنا حول ما نتعرّض إليه في الطريق من إعتداءات وتعطيلات إلاّ أننا لم نلاق بعد تجاوبا منه. من جهته قال لطفي بن نحيسة الرئيس المدير العام لشركة النقل بين المدن إنّ الحافلات تعرّضت للرشق بالحجارة في بعض الطرقات الامر الذي أسفر أحيانا عن تهشيم البلور الامامي للحافلة مؤكدا أنّ الحافلات تواصل تأمين الرحلات الليلية وأنّ لأعوان الشركة الخبرة الكافية في التعامل مع الطريق ليلا بالاضافة الى وجود قاعة عمليات داخل الشركة لمتابعة الرحلات عبر شبكة «جي بي أر أس».