تتوفر بفضاءات الصناعات التقليدية بجرجيس جميع المنتوجات المصنوعة من الجلود والنحاس والمواد الخزفية وسعف النخيل والصوف وغيرها إلا أنها ومنذ أشهر تمر بأزمة حادة باتت تهدد التجار بالإفلاس ويبقى ضعف الاقبال من أبرز الأسباب. هي فضاءات كانت تعج بالسياح الأجانب وحتى الأشقاء الليبيين يقتنون من الهدايا المعروضة أجملها وجراء الأزمة التي يمر بها القطاع السياحي والتي أجبرت بعض الوحدات السياحية لغلق أبوابها وباتت عملية البيع مرتبطة بالأسواق الأسبوعية أو ببعض مناسبات الأفراح كالختان والزواج أو الخطبة، هذه الفضاءات سواء كانت بالمنطقة السياحية أو بالمدينة العربي كلها تمر بصعوبات جعلتها غير قادرة على خلاص عملتها من الشباب في حين عجز هادي برنية صاحب فضاء شهرزاد عن تسديد معينات الكراء لفائدة البلدية وعن خلاص معاليم التيار الكهربائي ومعاليم الاشتراك بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بعد أن دفع ما يزيد عن 20 ألف دينار لتهيئة مدخل الفضاء بالمكونات التقليدية وأكد انه اضطر لتشغيل 11 شابا عوض 17 في موسم الاصطياف نظرا لصعوبة المرحلة التي يمر بها القطاع وحتى المزودين لم يمهلوه في عملية تسديد الديون المتخلدة بذمته وبالكاد يوفر أجر عملته والتغطية الاجتماعية وطلب بإلحاح دعم البلدية بإمهاله في تسديد معينات الكراء،موجة البرد الحاد لم تدفع رواد السوق لاقتناء بعض المنتوجات المصنوعة من صوف المواشي أو من وبر الإبل ولم تنتعش سوق الصناعات التقليدية كما كان متوقعا في كل شتاء. ما الحل للخروج من عنق الزجاجة؟ تبدو الحاجة ملحة لتهذيب الأسعار ومراجعة تعامل البنوك مع المستثمر الذي عادة ما يفلس قبل نجاح مشروعه وذلك بمراجعة نسبة العمولات حتى لا تنهك المقترض قبل نجاح مشروعه ويقع الفضاء على رأسه جراء تراكم الديون ولابد على أصحاب الفضاءات إعطاء الصناعة المحلية قيمتها الحقيقية ومكانتها في معروضاتهم اعتبارا لان السائح يبحث عن المخزون الثقافي والحضاري الذي أتى من أجله ولا بد من العمل على رفع الخدمات السياحية لتحسين مردودية النشاط السياحي والاعتماد على السياح الرُفه وتشجيع السياحة الداخلية بمراجعة التعريفات لضمان تمتع التونسي بالقطاع وضمان حد أدنى من استقلالية المؤسسات السياحية على السياح الأجانب ولا بد كذلك من بعث مسلك سياحي من قبل المندوبية الجهوية للسياحة .