أسوأ ما يمكن أن تتعرّض له تونس التي تريد أن تسترجع قواها وتقف كما العنقاء، هو أن تدخلها الأطراف الخارجية في تجاذبات فكرية وسياسية، التونسيون الثائرون، هم في غنًى عنها.. تونس الموقع الجغرافي المتميّز.. والشعب المنصهر في مرجعيته الواضحة، والمتجانس حضاريا منذ العصور الغابرة، تونس بهذه المواصفات تغري، وتدفع العديدين الى التنافس بل والتكالب عليها.. المشهد كما أنتجته التجاذبات بعد الثورة، جعل من بلادنا مطمعا لهذا الطرف أو ذاك. فعلى المستوى العربي، والخليجي تحديدا، نلمس بالواضح، كيف يتجاذب طرفان طرفين سياسيين شغلا الحياة السياسية ما بعد الانتخابات، واحد في الحكم الآن والثاني في المشهد الموازي.. أما على المستوى الدولي، فكل الأطراف التي أدلت بدلوها في المشهد السياسي لتونس اليوم، تعمل على الاستفادة من الثورة التونسية، بشكل يجعلها تحمي مصالحها القومية أكثر من التفاتها الى سبل تحقيق التونسيين لأهداف ثورتهم.. تونس ما قبل التاريخ، وتونس ما بعده، تونس الحديثة كما تونس القديمة، كانت تمثل دوما اضافة نوعية للمشهد الاقليمي والدولي الذي تعيش فيه. ففي عهد الحضارة القرطاجية، مثلت بلادنا قوة مضادة، فكان العقل الخلاّق، الذي جعل من نظام قرطاج أنموذجا في التاريخ، حين كتب أبناء هذا البلد أول دستور يمكن أن تتباهى به كل الانسانية، لما حواه من فصول قانونية متقدمة وتذكّر بشريعة حَمورابي، في العراق.. تونس العربية مثّلت منارة في محيطها، لا يمكن وفقها إنكار ما قدّمته تونس الصغيرة بمساحتها، الكبيرة بالعقول الخلاقة التي تنتمي إليها، حين تنادى المفكرون والمصلحون العرب من الشام ومصر لتمثل تونس ثالث أضلاع المثلث الذي أعلن سبل النهضة العربية في القرن التاسع عشر. هذا دون أن ننسى ما قدمته تونس للإسلام، وما أمكن لها أن تؤمّنه في شكل رسالة من القيروان الى الأندلس، فأنتجت وصانت رسالة حضارية انسانية عنوانها ثمانمائة سنة أندلس.. ما تحتاجه تونس اليوم، هو استجابة لنداء التونسي المواطن، الذي يريد أن يعمل وفق عقل خلاّق. تونس اليوم بحاجة الى الوفاق حول ضرورة إدارة الاختلاف بالفكرة وبالجدل. وتونس اليوم بحاجة الى حياة سياسية صاخبة، لكنها بنّاءة. تونس اليوم بحاجة الى نبذ لغة التخوين والتكفير.. والعمل على مراكمة الاضافة العلمية والحضارية للأمة العربية وللعالم الاسلامي، مثلما تقتضيه روح التعايش والتنافس والاعتداد بالنفس.. تونس ليست مرتعا للمبارزة والمنافسة، بين من يطيح بها أولا، بل هي قطعة من المحيط العربي، الذي تؤلمه أيضا، أشواك أصرّ الدافعون بها نحو المجتمعات العربية، على تقزيم الطموح.. والتراجع بالمكاسب، وجعل المجتمع الذي كان يتلمّس طريقه سويّا نحو الخلاص، مجتمعا متنافرا بعضه عن بعض.. معاديا بعضه لبعض، وفق أجندات لا ناقة ولا جمل فيها للتونسيين. تونس بين استحقاق الثورة والأجندا الخارجية أسوأ ما يمكن أن تتعرّض له تونس التي تريد أن تسترجع قواها وتقف كما العنقاء، هو أن تدخلها الأطراف الخارجية في تجاذبات فكرية وسياسية، التونسيون الثائرون، هم في غنًى عنها.. تونس الموقع الجغرافي المتميّز.. والشعب المنصهر في مرجعيته الواضحة، والمتجانس حضاريا منذ العصور الغابرة، تونس بهذه المواصفات تغري، وتدفع العديدين الى التنافس بل والتكالب عليها.. المشهد كما أنتجته التجاذبات بعد الثورة، جعل من بلادنا مطمعا لهذا الطرف أو ذاك. فعلى المستوى العربي، والخليجي تحديدا، نلمس بالواضح، كيف يتجاذب طرفان طرفين سياسيين شغلا الحياة السياسية ما بعد الانتخابات، واحد في الحكم الآن والثاني في المشهد الموازي.. أما على المستوى الدولي، فكل الأطراف التي أدلت بدلوها في المشهد السياسي لتونس اليوم، تعمل على الاستفادة من الثورة التونسية، بشكل يجعلها تحمي مصالحها القومية أكثر من التفاتها الى سبل تحقيق التونسيين لأهداف ثورتهم.. تونس ما قبل التاريخ، وتونس ما بعده، تونس الحديثة كما تونس القديمة، كانت تمثل دوما اضافة نوعية للمشهد الاقليمي والدولي الذي تعيش فيه. ففي عهد الحضارة القرطاجية، مثلت بلادنا قوة مضادة، فكان العقل الخلاّق، الذي جعل من نظام قرطاج أنموذجا في التاريخ، حين كتب أبناء هذا البلد أول دستور يمكن أن تتباهى به كل الانسانية، لما حواه من فصول قانونية متقدمة وتذكّر بشريعة حَمورابي، في العراق.. تونس العربية مثّلت منارة في محيطها، لا يمكن وفقها إنكار ما قدّمته تونس الصغيرة بمساحتها، الكبيرة بالعقول الخلاقة التي تنتمي إليها، حين تنادى المفكرون والمصلحون العرب من الشام ومصر لتمثل تونس ثالث أضلاع المثلث الذي أعلن سبل النهضة العربية في القرن التاسع عشر. هذا دون أن ننسى ما قدمته تونس للإسلام، وما أمكن لها أن تؤمّنه في شكل رسالة من القيروان الى الأندلس، فأنتجت وصانت رسالة حضارية انسانية عنوانها ثمانمائة سنة أندلس.. ما تحتاجه تونس اليوم، هو استجابة لنداء التونسي المواطن، الذي يريد أن يعمل وفق عقل خلاّق. تونس اليوم بحاجة الى الوفاق حول ضرورة إدارة الاختلاف بالفكرة وبالجدل. وتونس اليوم بحاجة الى حياة سياسية صاخبة، لكنها بنّاءة. تونس اليوم بحاجة الى نبذ لغة التخوين والتكفير.. والعمل على مراكمة الاضافة العلمية والحضارية للأمة العربية وللعالم الاسلامي، مثلما تقتضيه روح التعايش والتنافس والاعتداد بالنفس.. تونس ليست مرتعا للمبارزة والمنافسة، بين من يطيح بها أولا، بل هي قطعة من المحيط العربي، الذي تؤلمه أيضا، أشواك أصرّ الدافعون بها نحو المجتمعات العربية، على تقزيم الطموح.. والتراجع بالمكاسب، وجعل المجتمع الذي كان يتلمّس طريقه سويّا نحو الخلاص، مجتمعا متنافرا بعضه عن بعض.. معاديا بعضه لبعض، وفق أجندات لا ناقة ولا جمل فيها للتونسيين.