كلما أحاول أن أفهم ما يدور بنا وحولنا أجد نفسي «ظلمة» لا أفهم شيئا فأنزل الى منزلة الغباوة وأمنح نفسي شهادة «مصتك» ولست أدري ان كنت على حق أم أن الوضع نفسه «مصتك» «ظلمة» لذلك أكتب اليك أخي القارئ لعلني أجد عندك ما يفهمني ما استعصى علي فهمه، فأنا لم أعد أفهم ما معن
ومن أجل ماذا ثارت ثائرة الشعب من أقصى البلاد الى أدناها؟ ما معنى الحرية؟ ما معنى الديمقراطية؟ ما معنى الوضوح والشفافية؟ ما معنى التداول السلمي على الحكم؟ وما معنى حرية الصحافة واستقلال القضاء وفصل السلط؟ وما معنى الأمن والاستقرار؟ كل منافذ الفهم عندي مقطوعة والفهم معتصم ومضرب اضرابا مفتوحا على مغبة المصير، هل أن هذه الأشياء هي «سلعة الشنوة» في الأسواق الشعبية رخيصة الثمن مقابل استعمال لا يدوم؟ أم هي أشياء مهربة مع السجائر والبنزين والزطلة والكلاشنكوف؟ أم هي محفوظات «الدقازات» اللواتي يتلونها على كل غبي يصدقهن ويدفع لهن ثمن غباوته أجرا في انتظار المعجزة الموعودة. أرجوك أيها القارئ الكريم فهمني ان وجدت مسربا للفهم هل أن كل هذه الأشياء حقا فيها فائدة زائدة عما نحن غارقين فيه الى «العنكوش» المتطلع الى الغد الأفضل. «علمني علمني، علمني سيدي» ألجان مجابهة الكوارث مثلا مهامها اقامة الخيام وتجهيز مراكز الايواء وتوفير ما يملأ البطون ومستلزمات النوم العميق المريح والحلم بالغد الأفضل. فهمني «سيدي سيدي سيدي» فأنا لا أفهم ما يملأ أذنيّ من حديث عن الثورة والحرية والديمقراطية واستقلال القضاء وحرية الصحافة والوضوح والشفافية والشرعية والكرامة وأعداء الثورة وأصدقاء سوريا وأشياء أخرى وأخرى وأخرى تقام من أجلها المسيرات الاحتجاجية التهديدية بالتطهير والتصفية من أجل غد أفضل هل هي سلعة؟ أم معون صنعة؟ أم صنعة من ليس له صنعة من أجل غد أفضل أم هي كوارث تتجاهلها لجان مجابهة الكوارث من أجل غد أفضل.