اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستُحدد لاحقًا وفق العرض والطلب    صور: رئيس الجمهورية في زيارة غير معلنة إلى معتمدية الدهماني: التفاصيل    قيس سعيد يزور مطحنة أبة قصور بالدهماني ويتعهد بإصلاحها (صور + فيديو)    كيف سيكون طقس الجمعة 2 ماي؟    طقس الجمعة: خلايا رعدية مصحوبة أمطار بهذه المناطق    الرابطة الأولى (الجولة 28): صافرتان أجنبيتان لمواجهتي باردو وقابس    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبو عياض في حديث خاص ومثير ل «الشروق» : هناك من يريدنا «وقودا» لمعركة بين «النهضة» والعلمانيين

قدّم الناطق الرسمي باسم «أنصار الشريعة» سيف اللّه بن حسين (أبو عياض) في لقائه مع «الشروق» تصوراته للوضع السياسي في البلاد والصراعات والتجاذبات القائمة، مؤكدا أن السلفية الجهادية على قناعة بأن تونس ليست أرض جهاد ولا يحمل فيها السلاح وأن الصورة الحقيقية للسلفيين يغفلها الاعلام.
وتحدّث أبو عياض عن العلاقة بالسلفية العلمية وبحركة النهضة وعن مشروع التيار السلفي في تونس وعن حادثة منوبة وتداعياتها وغير ذلك من التطورات في سياق الحوار التالي:
بداية، مَن هم السلفيون في تونس وما هو تيار السلفية الجهادية وما هي أهدافه؟
بالنسبة الى ما صار يُعرف في تونس تيار السلفية الجهادية هو ليس وليد الثورة بل وُجد بالمفهوم التنظيمي والسياسي المعاصر منذ السبعينات ولكن ليس بهذا الزخم الاعلامي، وقد برز في الثمانينات لكن الاعلام لم يهتم بذلك، أما عشرية التسعينات وما بعدها فهي فترة القمع والسجون، ومن يقول إن هؤلاء دخلاء على تونس واهم.
نحن أبناء هذه البلاد المسلمة ملتزمون بفهم السلف الصالح للكتاب والسنّة، متمسكون ب«هويتنا» ونريد أن نحيا حياتنا في ظل الرسالة التي جاء بها الاسلام في مجال الحكم وفي مجال العلاقة بين أفراد المجتمع وبقية المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وما هي طبيعة العلاقة بينكم وبين السلفية العلمية؟
هي علاقة أي مسلم بأخيه المسلم مع وجود اختلافات، نتفق مع جميع التيارات الاسلامية في أشياء ونختلف معها في أخرى ونرى أن هذا لاختلاف يجب ألاّ يؤدي الى المزايدات والتخوين والتكفير وغيرها.
لماذا الاختلاف وما هي مواطن الاختلاف؟
من ناحية قدرية اللّه كتب على الناس الاختلاف، قال صلّى اللّه عليه وسلّم «افترقت بنو اسرائيل على اثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة».
فهذا أمر قدري كتبه اللّه على الأمة، ثم إن طبيعة الكائن البشري تؤدي الى الاختلاف، فالاختلاف ميزة، والاختلاف داخل أمة الاسلام لا يعني إخراج من لم يصيبوا الحق من الأمة (الفرق الأخرى في النار بقدر ما خالفت وزاغت عن النهج الذي تركه عليه الصلاة والسلام).
والخلاف مع السلفية العلمية يحتدم في مسألة الحكم والخروج عن الحاكم والفيصل بيننا هو الدليل.
ولكن السلفية العلمية تدعو الى التعايش بين مختلف الأطراف وبين الاسلاميين والعلمانيين؟
جيّد، أنها تدعو الى التعايش مع العلمانية وغيرها، لماذا لا يعترفون هم (العلمانيون) بنا، بن علي كان وليّ أمرهم وكانوا الى آخر لحظة يجرّمون خروج الشعب عن حاكمه.
مصطلح السلفية الجهادية يوحي باتخاذ الجهاد سبيلا للتغيير.. لماذا التمسّك بالجهاد ورفع السلاح؟
قضية المصطلح ليس اشكالا ولكن لماذا أضيفت الجهادية الى السلفية، عندما يكون هناك إشكالية كيف ستميّز بين السنّة والشيعة مثلا؟
من خلال أسماء وشعارات تميّزهم، كذلك السلفية للتمييز بين من يدّعي العلمية ويدّعي غيرها صارت تسمية السلفية الجهادية فهذا هو المحكّ، هو شعار شرعي.. وهذا الاصطلاح استعملته قيادات ومشائخ تابعة لهذا التيار منذ عشرات السنين (مثل أبو قتادة الفلسطيني).
ولكن التيارات الاسلامية شهدت تغيّرا في خطابها وهي تؤمن بالدولة المدنية مستشهدة بالعقد الاجتماعي الذي أبرمه الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة لتنظيم العلاقات بين المسلمين بينهم وبين غير المسلمين؟
الحديث عن عقد المدينة رواية ضعيفة، ولا يمكن بناء مستقبل أمّة على أمر لم تثبت صحته.. من يتحدث عن هذا العقد الاجتماعي عليه أن يثبت ذلك ثم نتناقش.
مسألة ميثاق المدينة مع اليهود وغيرهم هذه مسألة ضعفها أهل العلم. الجهاد له أسبابه، نحن خرجنا في تونس بقناعات أنها ليست بلاد جهاد وحمل سلاح.. نحن خرجنا في العلَن، صحيح هذا شعار نعتزّ به ولكن نحن نعمل تحت شعار «أنصار الشريعة» فلماذا هذا التمييز.. نحن لا نُلغي هذا الباب العظيم من ديننا (الجهاد) وكشعار فيه ردّ على من يخالفنا ولكن ذلك لا يعني أننا سننزل الى واقع تونس بالسلاح بل نحن اخترنا العمل في صمت.. أعمالنا كثيرة.. من الذي استقبل عشرات الاف اللاجئين الليبيين؟ ومن منحته الديوانة أكبر ملجإ لخزن ما قدمه شبابنا من مساعدات، كنا نقدم آلاف الوجبات والخيام للاجئين وكل شيء موثّق عندنا..
لماذا لم يلتفت الاعلام الى أكبر القوافل التي سيّرناها بطريقة محكمة وأوصلناها الى مستحقيها، الى قمم الجبال والمناطق المهجورة والنائية في طبرقة وعين دراهم وغيرها؟
نحن وزّعنا ملايين المطويات التي تدعو الى الصلاة والحجاب والعفّة وعشرات آلاف الأقراص التي فيها دروس ومواعظ ومئات المخيمات الدعوية في كل أنحاء البلاد لماذا التعتيم على كل ذلك؟
ولكن تبقى هذه الأعمال بعيدة عن الأضواء بحكم عدم التنظّم والتهيكل فهل فكرتم في هذا الأمر؟
وهل تركوا لنا الفرصة حتى نتهيكل.. ولكن نحن لا نعترف بهذه الحكومة ولا بغيرها ولا بوزارة الداخلية وعليهم أن يخلوا بيننا وبين الناس.
نحن لسنا نعمل خارج القانون ولم ندخل في ليّ ذراع مع الدولة، نحن نريد هيكلة أنفسنا بأنفسنا ونحن مستعدون لتحمّل جميع تبعات كل ما يصدر عن اخواننا، ولكن حتى الآن لم نلتقط أنفاسنا فقد ألصقوا بنا تهمة مقتل القسّ البولوني الذي ثبت أنه شاذ جنسيا وألصقوا بنا تهمة أمير المؤمنين في بنقردان.. وكان بإمكاننا الدفاع عن أنفسنا ولكن سياسيا قوميا من بنقردان نفى ذلك.
وألصقوا بنا إمارة هرقلة في رمضان والشعب كذّب كل ذلك ودحض الاتهامات، وألصقوا بنا حادثة الروحية وهي من أكبر المهازل التي خرجت بها وزارة الداخلية، ولم نكذب ذلك و«الفوتوشوب» بيّن كل شيء والشعب كذب ذلك.
وكذلك قضية شربان (المهدية) ثم إمارة سجنان، والفبركة التي قامت حولها والحمد للّه أن عضوا في رابطة حقوق الانسان في بنزرت وكذلك أهل سجنان وضحّوا الأمر.
أما قضية بئر علي بن خليفة فقد تكلمنا فيها، نحن أهل ميدان نفهم في السلاح وفي الأرض التي تقع فيها المواجهات المسلحة وزارة الداخلية ارتضت الحل الدموي، واستنجدت بقناصة لتصفية الشابين هم يعرفون نوع السلاح وبالتالي يعرفون مداه، والميدان أرض منبسطة ومن السهل القبض على هؤلاء الشباب وقد عرفوا عددهم.. عسكريا يبدو من أبسط ما يكون إلقاء القبض عليهم لكنهم ارتضوا التصفية حتى يثور التيار وتدخل البلاد في حمّام دم.. هم سلفيون وأبناؤنا ولا ننكرهم لكنها مسألة فردية.. ووزا رة الداخلية تعرف كل ذلك لو اخترنا العمل المسلح لبقينا في الخفاء.. والاختفاء خطره كبير سيأتي على الأخضر واليابس ونقول للحكومة لا تدعونا نرجع الى العمل السري ولكن نحن ننظر الى مصالح شعبنا والى مصالح ديننا، هذه أرض لا يحمل فيها السلاح لذلك كان ردّنا على وزارة الداخلية قويا، وكان العريّض حين تحدث عن الامارة الاسلامية يقرأ من ورقة توفيق الديماسي الذي يمسك ملف السلفيين بوزارة الداخلية.
عام 1991 خرج عبد اللّه القلال بنفس الخطاب الى الشعب.. كيف توصل علي العريّض الى معرفة وجود «القاعدة» في تونس وكيف يخرج علينا بفتنة إقامة إمارة اسلامية قبل انتهاء التحقيقات.. نحن مطلبنا أسمى من الامارة الاسلامية، وهل بعشرات الأنفار سنقيمها؟ مع أنه لدينا الآلاف من المنتسبين للتيار وبامكاننا جمع 50 ألفا في شارع الحبيب بورقيبة.. نحن في مرحلة ثورة وهذه المرحلة لا تخضع للقوانين، نحن لا نعترف بهذه الدولة وهذه الحكومة.
لماذا أنتم مستهدفون و«مخيفون»؟
الصراع في حقيقته بين أحزاب علمانية يسارية وبين حركة النهضة.. وكفة الصراع في صالح النهضة، لذلك هم يلعبون ورقة السلفيين لضربها، نحن لا دخل لنا لا من قريب ولا من بعيد في هذا الصراع، يريدوننا ورقة لافشال مشروع النهضة..
نحن لا نخيف.. وأعمالنا تدل على ذلك وشبابنا أمين لا مشكلة له مع الشعب، مشكلتنا مع العلمانيين ولكن نحن ورقتهم الرابحة، كل احتقان يدفع بنا الى الواجهة.
ألا تخشون أن تكونوا محل اختراق خاصة في ظل عدم التنظم؟
لا أحد في وسعه أن يوظفنا.. واقعيا هذا غير ممكن، بل بالعكس كل المؤامرات التي حيكت ضدنا كانت نتائجها عكسية لأن المنصفين في هذه البلاد كثر يقبلون على الحقيقة.. لماذا هذا التيار هو الأقوى في البلاد.. هل قضية منوبة تحتاج كل هذا الزخم من الصراع؟
بالمناسبة، لماذا بقيت أزمة منوبة قائمة مع أن بقية الجامعات تشهد حركة عادية؟
هم يرفضون الحلول.. قل للقزدغلي لماذا تعهدت بفتح مصلى في آخر جانفي ولم تنفذه الى الآن.. السؤال الآن هل مشكلة جامعة كاملة متوقفة على قضية منقبات وقضية مصلى؟
هل الجامعات التونسية أرقى من أوكسفورد ونيويورك وغيرها.. هناك حيث تقرأ المنقبات ويحصلن على الشهائد..
فالقضية إذن لها بعد سياسي، دخلت أطراف واستغلت الوضع لأن جامعة منوبة هي آخر صرح لليساريين، فسُيست القضية وإذا كان وزير التعليم العالي نفسه يصرّح بأنه عاجز ماذا تريدوننا أن نفعل؟ فكل حلّ نطرحه يرفضونه.
ما هي خطتكم للردّ على الاتهامات التي تطالكم وتصنفكم بأنكم السبب في كل التوترات الحاصلة في البلاد؟
نحن نسعى أقصى ما يمكن لمحاولة تأطير شبابنا وتنبيههم الى عدم الانجرار، ولكن يجب على الاعلام والحكومة أن يعلموا أن سلطة المشائخ في هذا التيار معنوية وغير ملزمة.. هناك فرق بين نشاط دعوي ونشاط سياسي، ونحن نسعى إلى أن نتشكل بالمفهوم التنظيمي المعاصر، أنشأنا مكتبا دعويا ليمسح نشاطنا في كامل أنحاء البلاد لأن شبابنا في حاجة الى إعادة تكوين ورسكلة لم يتربّ شبابنا في اطار جماعة، وكل ما نتحدث عنه يعتبر قفزة، فما قدمه هذا التيار خلال هذه السنة يعتبر انجازا عظيما فهذا التيار رأى النور بعد الثورة ووضعه في تنظيم وهياكل يتطلب وقتا.
شعارنا في أول ظهور لنا كان «اسمعوا منا لا تسمعوا عنا» ونحن مستعدّون دائما للتواصل ونعتبر أن الأيام حبلى وسنكون فاعلين فيها بإذن اللّه.
في هذا السياق تحدثتم عن اتحاد طلابي يعبر عن هذه الفئة قريبا في الجامعة.. إلى أين وصل المشروع؟
بالنسبة الى فكرة بعث اتحاد طلابي يجمع أبناء هذا المنهج وحتى غيرهم من الطلبة لم تكن فكرة وليدة أحداث منوبة وإنما انطلق السعي الى تحقيقها بعد مؤتمرنا الأول في ماي 2011، إلاّ أن أحداث منوبة شغلت الطلبة كثيرا عن هذا الأمر، لكنهم لم يغفلوه، والطلبة اليوم بصدد طرح قانون داخلي لهم على شكل لائحة مبادئ أساسية ستعرض على المؤتمر المزمع عقده في أقرب الآجال ليقرّها ويطمح الطلبة الى أن يعقد المؤتمر بعد السنة الجامعية ربما في شهر جويلية.
وسيسعى الطلبة الى استدعاء ممثلين عن اتحادات طلاب من بلاد اسلامية وغربية وان اختلفوا معهم في المنهج والتصور بل وفي الدين.
يتساءل كثيرون عن مصادر تمويل التيار السلفي خاصة أن أنشطته متنوعة ومتعدّدة؟
هو تمويل ذاتي بحت، بل نحن نشكو من عجز مالي، أما تمويل القوافل الاغاثية، فكانت نابعة من الشعب وإليه.
وماذا عن العلاقة بحركة «النهضة» وكيف تردون على من يقول إن التيار السلفي هو الوجه الآخر للحركة؟
أولا نحن لسنا ألعوبة في يد أحد، وقراراتنا نتخذها بكل استقلالية دون تدخل أي طرف.. علاقتنا بحركة النهضة كتنظيم اسلامي هي علاقة أخوة في الاسلام، نتفق معها في أشياء ونختلف معها في أشياء كثيرة. أما علاقتنا مع الحكومة المنبثقة عن حزب حركة النهضة فلا تختلف مع أي حكومة أخرى.. أي أننا لا نعترف بحكومة لا تحتكم إلى شرع اللّه.
وما هو مفهومكم للدولة المدنية؟
هذا مفهوم باطل، هناك لعبة اصطلاحات تجري اليوم، هذه دولة مدنية وهذه دولة حداثية وغيرها.. ألم يأت الاسلام لبناء الحضارة ألم تكن أول دعوة للعقل البشري دعوة من خلال القراءة، ألم يكن الاسلام خلال تاريخه مؤسسا لهياكل الدولة الحديثة.. فالادعاء أو التشدق بالدولة المدنية التي تتعارض مع الحكم بالشريعة هو ادعاء باطل لأن التاريخ الاسلامي شاهد على أنه في ظل الحكم الاسلامي ظهرت أعظم الحضارات، بل حتى الديمقراطية التي يتشدق الأوروبيون بها إنما تعلموها من خلال الكتب التي نقلها علماء الاسلام من اليونانية.
وما هو مشروعكم الذين تعملون على تحقيقه اليوم، أي ما هو تصوّركم للمستقبل؟
نحن في هذه المرحلة مشروعنا قائم على الدعوة، على المصالحة مع ديننا، على هدم جميع ما بناه حكم بورقيبة وحكم بن علي في عقول الناس من أن الدين تخلف والتمسك بالسنة تخلف.. نحن مشروعنا هو إعادة الثقة بأن الحكم بالشريعة هو الضامن لحياة رغدة لهذا الشعب.. وحراكنا في هذه المرحلة هو تمهيد لقيام دولة الاسلام، غير الخاضعة لحدود «سايكس بيكو» وسيكون هذا بإذن اللّه تحقيقا أحب من أحب وكره من كره لأنه موعود اللّه وموعود رسوله صلى اللّه عليه وسلم.
حديث كثير رافق «حادثة العلم» بمنوبة، كيف تقرؤون الحدث وتداعياته؟
موقفنا نشر في «الشروق» قبل أسبوع وما أتعجّب له الخطبة الهتلرية والقذافية التي ظهر بها المرزوقي الاثنين الماضي. والمطروح اليوم هل أن عملا فرديا معزولا تقوم عليه الدنيا ولا تقعد في حين أن المرزوقي نفسه استقبل من استنجدت بوزير الدفاع الفرنسي لاستعمار البلاد و«انقاذها»... أليس استقباله لها تشريعا للخيانة العظمى؟
وكذلك دعوة عدنان الحاجي الى انفصال قفصة لماذا لم تثر ضجة، وكذلك من رفعوا العلم الجزائري، ألم يدع المرزوقي نفسه الى تغيير العلم والنشيد الرسمي؟ أم أنها الحملة الانتخابية انطلقت على حساب هذا الشاب والتيار الذي ينتمي إليه.
ولكن لماذا يرفض هذا الشاب حتى الآن تسليم نفسه الى العدالة؟
هذا الشاب لا يستطيع تسليم نفسه لأنه أولا لا توجد ضمانات لمحاكمته محاكمة عادلة، ثم لماذا لا يحاكم من يخون البلاد؟
ثالثا يخرج علينا الناطق الرسمي للحكومة ليقول أن القانون ليس فيه مساومات، ولكن أقول إنك تدعى اننا في حكومة ثورة وليس هناك تعذيب، فمن يضمن أن هذا الشاب لن يتعرض للتعذيب ولدينا تأكيدات بأن من قُبض عليهم مؤخرا على خلفية أحداث بئر علي بن خليفة لا أحد يعلم مكان اعتقالهم وهم يتعرضون للتنكيل فعن أي ضمانات تتحدث؟
ثم الوعود التي قطعها وزير العدل للشباب المعتصمين الخميس الماضي لماذا لم يتحقق مها شيء فلم تمكّن العائلات من بطاقات زيارة ولم يقع الافراج عن الشباب الذين لم تثبت في حقهم تهمة ولماذا لم يقع تكليف طبيب شرعي لتحديد نوعية التعذيب الذي تعرّض له الشباب... فكيف يُسلّم هذا الشاب نفسه لجلاديه؟
وكيف تعلّقون على تكريم المرزوقي للطالبة خولة الرشيدي؟
بالنسبة لتكريم المرزوقي للفتاة خولة الرشيدي نحن نكرّمها تكريما خاصا حيث ندعوها الى الالتزام بالكتاب والسنة ومراجعة مفهوم المقدسات في ديننا ونحييها على شجاعتها بعرضها للحادثة كما وقفت من غير تزييف، فكانت صادقة في نقلها لما وقع معها رغم محاولات الاعلاميين المغرضة لجرّها الى الادعاء بالباطل على اخواننا... ونسأل ا& لها أن تلتزم بتعاليم دينها وهذا تكريمنا لها.
الاعلام تغافل عن فك اعتصام منوبة، أي دور قمتم به في هذا الباب ولماذا فك الاعتصام في هذه المرحلة؟
لماذا في هذه المرحلة بالذات لأننا رأينا أن هذا الامر من مصلحة البلاد، ولسحب البساط من تحت أقدام اليساريين الذين كلّما هدأت الامور حرّكوا قضية منوبة، وحتى نقطع أمامهم طريق الاحتجاج بهذه القضية التي صارت رمزا لكل مصيبة تحل بتونس.
تحدّث الرئيس المنصف المرزوقي عن استعداده لمناظرة مع من يمثل التيار السلفي، ما هو موقفكم؟
من حيث المبدإ أنا أرفض مناظرته لأنه لا توجد أرضية نستطيع أن نقف عليها، لأنني سأتكلّم بقال ا& وقال الرسول أما هو فبماذا سيتكلم؟ ولكن بعد التشاور مع المشائخ والإخوة تقرر أن يتم اللقاء مع المرزوقي على أساس محاورته لا مناظرته ووقع الاتصال يوم الجمعة الماضي (9 مارس) بأمين عام حزب المؤتمر عبد الرؤوف العيادي وبلغناه بالآتي:
1 أن الضيوف الذين وقعت دعوتهم لحضور هذا اللقاء نرفض وجودهم لعدم علاقتهم بموضوع الحوار.
2 أن يحضر عبد الرؤوف العيادي بنفسه في الحوار لأنه من المحامين الذين كانوا يدافعون عن أنباء هذا المنهج وهو مطّلع على ملفاتهم.
3 ألا يكون الحوار في القصر بل في مرفق عام يكون لنا حق الظهور فيه كما للمرزوقي حق الظهور فيه (التلفزة التونسية) وحتى يتم الحوار في كنف المساواة دون استعمال السلطة الرمزية للقصر.
4 أن المذيع لا يتعدى دور التنسيق دون التدخل في طبيعة الحوار وقد جاء الجواب بعد 10 دقائق بأنه وقع تأجيل الحوار المقرر يوم السبت 10 مارس الى أجل غير مسمى، وهذا بالمفهوم السياسي إلغاء له وأنا أسميه هروب المرزوقي من المواجهة أما ادعاء وزارة الشؤون الدينية بأنها اتصلت بنا لكننا رفضنا فهو ادّعاء باطل.
ألا ترون أن هناك من يدفع الى التصادم بين حركة «النهضة» والتيار السلفي؟
الاستدراج للتصادم مع النهضة موجود ويدركه كل انسان عاقل ويتابع الحراك السياسي في البلاد إلا أننا مازلنا نصر على أننا لن نكون وقودا لمعركة لسنا طرفا فيها لأن الصراع في الحقيقة إنما هو صراع بين الأحزاب اليسارية والعلمانية برمّتها وبين حركة النهضة من أجل افشال مشروعها، ونحن نقر بأن هناك نوايا صادقة من بعض المنتسبين للنهضة لخدمة مصالح هذا الشعب الا أن المتنفذين في المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من أزلام بن علي وأعداء المشروع الاسلامي هم السبب في تعطيل مشاريع أصحاب النوايا الحسنة.
ما هي رسالتكم الى الشعب التونسي لطمأنته؟
نحن نطمئن شعبنا أنه لا يمكن أبدا ان نسمح بمسّه في أمنه أو في قوته، ونؤكد له بأن دم المسلم على المسلم حرام فدماء شعبنا المسلم وأمواله وأعراضه محرّمة عليه بل نحن سنكون باذن ا& من يحميها كما حماها شبابنا ايام الخروج عن بن علي وهذا الشعب يشهد ما الذي فعله أبناؤنا عندما انخرم الأمن وانطلقت عصابات التخريب تجوب البلاد شرقا وغربا، طولا وعرضا.
ونحذّر من امكانية وقوع أي ممارسات في المستقبل تٍحسب علينا، ونؤكد على وسائل الاعلام والحكومة والاطراف المعنية بأن تكون حذرة جدا مع أي طارئ يطرأ في البلاد وألا يتسرعوا في توجيه الاتهام.
لن نقوم ولن نسمح بالقيام بأي عمل مادي ضد مصالح شعبنا المسلم ونؤكد أيضا اننا سنحرص على أمن شعبنا أشدّ من حرصنا على حيواتنا.
وفي خضم كل هذه الصراعات في الساحة التونسية يجب ألا ننسى أن لنا اخوانا في سوريا يُذبحون ويقتلون ونذكر بواجبنا تجاههم من تقديم المعونة لهم فضلا عن الدعاء بكشف الغمّة عنهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.