وصلت مساء أمس وحدة روسية لمكافحة الارهاب الى سوريا التي باتت مؤخرا هدفا للتفجيرات الانتحارية فيما كشفت موسكو عن حصول تغيير في المواقف الدولية حيال دمشق وذلك بالتزامن مع اقرار دوائر استخباراتية فرنسية بضرورة الانتقال من «التفاوض» على الأسد الى التفاوض مع الأسد. أعلن مصدر في البحرية الروسية أمس عن وصول وحدة من «قوة مكافحة الأرهاب» الى ميناء طرطوس السوري على متن سفينة تابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود . كتيبة انزال وأورد أن السفينة هي ناقلة الوقود «امان» وتضم الوحدة أفراد كتيبة الانزال والاقتحام من لواء مشاة البحرية» . وأضاف أن سفينة أخرى تابعة لاسطول البحر الأسود هي سفينة الاستطلاع «أكفاتور» في البحر المتوسط مشيرا الى انها دخلت البحر المتوسط منذ شهر ونصف . ونقلت مصادر اعلامية روسية عن مصدر في مقر قيادة أسطول البحر الأسود قوله: ان سفينة «امان» حلت محل سفينة «ايفان بوبنوف» التي تم ارسالها الى الشواطئ السورية لتدل على التواجد الروسي في تلك المنطقة التي يلفها الكثير من التوتر وقد تقوم باجلاء العائلات الروسية في حال طلب منها هذا الأمر . تغيير غربي دولي وفي مفصل آخر من الموقف الروسي، أعلنت موسكو أنها لاحظت حصول بعض التغييرات في موقف شركاء روسيا الغربيين بشأن الوضع في سوريا باتجاه أكثر واقعية. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية: أن «موسكو لاحظت في الفترة الأخيرة حدوث بعض التغيّر في موقف شركائنا الغربيين بشأن الاوضاع في سوريا بظهور مزيد من الواقعية، الا انه غير كاف للخروج من الازمة الحالية». وأضافت الديبلوماسية الروسية أنه لهذا الأمر فهي مستمرة في العمل من أجل تسوية الازمة السورية سياسيا، من خلال الوقف الفوري لأي اعمال عنف وضمان وصول المساعدات الانسانية الى كافة المواطنين. في هذه الأثناء، وصل الخبراء الدوليون الخمسة الذين أوفدهم مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية المشترك كوفي عنان الى سوريا ظهر أمس في محاولة لوضع حد لأعمال العنف الدامية . ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحمد فوزي الناطق باسم كوفي عنان قوله ان الوفد يتكون من 5 اعضاء يتمتعون بخبرة في مجالات السياسة وحفظ السلام والوساطة . وتابع أن الخبراء مكلفون بالتوصل الى اتفاق حول اجراءات ملموسة لتنفيذ اقتراحات عنان وهو الامر الذي يقتضي آلية مراقبة محايدة . التسليم وبالتوازي مع هذه المستجدات السياسية في المواقف الغربية، قدم ضابط استخبارات فرنسي سابق قراءة شاملة للأوضاع في سورية على ضوء التطورات الميدانية والسياسية الدولية والاقليمية المحيطة بدمشق والمتدخلة في أزمتها الراهنة. ونقلت مصادر اعلامية متطابقة عن الضابط الذي لا يزال وثيق الصلة بالدوائر الرسمية الأمنية في باريس، قوله: ان عناد «ألان جوبيه» وزير الخارجية الفرنسي أمر غير منطقي في المستوى السياسي وخاصة في الملف السوري وهو معطى يؤكد شكوك الاستخبارات الفرنسية حول تأثر وزير خارجية فرنسا بصداقته الوثيقة ذات المنافع مع الشيوخ القطريين . وأشار ضابط الاستخبارات، الذي عمل سابقا في مكتب العمليات التابع لمدير المخابرات الخارجية الفرنسية، الى أن دولا مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا وصلت الى قناعة بأن الخلاص من نظام الرئيس بشار الأسد لن يحصل في القريب العاجل، وأن ادارة حرب عصابات بالوكالة ليست أمرا مضمون النتائج. وحسب ذات المتحدث فان التسوية مع النظام بشروط تناسب الغرب أفضل من انتظار معجزة «قطرية سعودية» قد تأتي ولكن على جناح أشباح الزرقاوي وبن لادن وفق تعبيره. وأورد في ذات الاتجاه أن النظام استطاع أن يتجاوز العقبات الثلاث التي وضعت أمامه وهي (الدعاية الاعلامية + الخنق الاقتصادي + العزلة الدولية والاقليمية) وكان في كل المواضع والمفاصل يخرج منها بأقل التكاليف .