نبهت باريس إلى أن تسليح المعارضة السورية سيفضي إلى نشوب حرب أهلية مدمرة في البلاد فيما دعت قيادة شرطة دبي إلى عدم ترك سوريا لقمة سائغة للإسلاميين وذلك بالتزامن مع نزول حشود كبيرة في كافة ساحات سوريا دعما لبشار الأسد . حذر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس من مخاطر نشوب حرب أهلية في سوريا في حال تسليم أسلحة إلى المعارضة في رد فرنسي واضح على المقترح القطري والسعودي الداعي بتسليح المعارضة السورية لمواجهة القوات النظامية السورية .
انقسام
ونقلت إذاعة «فرانس كولتور» عن جوبيه قوله : «إن الشعب السوري منقسم بشكل عميق » وفق تشخيصه للمشهد السوري «وإن أعطينا أسلحة إلى فئة معينة من المعارضة في سوريا فسنكون ننظم حربا أهلية بين المسيحيين والعلويين والسنة والشيعة وقد يكون الأمر بمثابة كارثة أكبر من الكارثة القائمة اليوم» .
ولدى تطرقه إلى الموقف الروسي من الأزمة السورية قال قائد الديبلوماسية الفرنسية إن موسكو تعرقل أية مبادرة في مجلس الأمن الدولي وتقوم بحسابات خاطئة على المدى المتوسط مشيرا إلى أنها تأخذ علينا أي على الغرب التدخل في ليبيا وتعتبر أننا تخطينا تفويضنا في ليبيا وهو ما لا أوافق عليه .
وتابع : روسيا لديها مصالح في سوريا وهي تبيع أو هي باعت كمية كبيرة من الأسلحة للنظام السوري إضافة إلى خشيتها من انتقال العدوى الإسلامية إلى أراضيها ولذلك فهي تعارض كل ما يجري في سوريا .
تحذير من الإخوان
بدوره , حذر قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان الدول العربية من ترك سوريا تسقط في يد تنظيم الإخوان المسلمين .
وقال خلفان في حديث لصحيفة «الشروق» الجزائرية إنه ما من سبيل إلا أن يقتنع بشار الأسد بأن الطريق أصبح مسدودا في وجهه ولكن يجب على العرب ان لا يضعوا سوريا في يد الإخوان ويجب على السوريين أن لا يضعوا سوريا في يدهم .. لأن سيطرة الإسلاميين على سوريا يعني أن العرب سينقسمون إلى طائفتين واحدة مع الإخوان وأخرى ضد التنظيم .
كما اتهم قوى خارجية لم يسمها بدعم الاخوان في مصر وغيرها في البلدان الاخرى للوصول إلى سدة الحكم .
وذكر في هذا السياق :ان كوندوليزا رايس افتتحت مكتبا لحقوق الانسان في تونس عام 2006 وكانت غايته تكمن في ان تبدا هذه الحركة من تونس وربما اختيرت هذه الصفعة لشخص مكبوت فانفجرت وفجر معها الوضع .
وتابع : هم يقولون في اعترافاتهم ان هذا المكتب الذي اسس في تونس مثل بداية تساقط احجار الدومينو لتنطلق منه إلى الدول الاخرى .
المسيرة العالمية
وبالتوازي مع هذه التصريحات , شهدت عدة مدن سورية أمس خروج حشود ضخمة من السوريين في «المسيرة العالمية من أجل سوريا» التي دعا اليها الشباب السوري دعماً للإصلاحات التي قام بها الرئيس بشار الأسد ورفضاً للتدخل الأجنبي في بلدهم.
وانطلقت المسيرات من الأحياء والمدارس والجامعات واتجهت إلى الساحات العامة في كل من دمشق وحلب والسويداء والحسكة والرقة ودير الزور وطرطوس واللاذقية. واحتشد المشاركون في ساحات الامويين بدمشق والسبع بحيرات بدير الزور وسعد الله الجابري بحلب والمحافظة باللاذقية والرقة والكورنيش البحري بطرطوس والسيد الرئيس بالحسكة والبلدية في مصياف والشارع الرئيسي بسلحب واحياء الزهراء والنزهة والحضارة ومنطقة الشعيرات بحمص ودوار البريد بدرعا. وردد المشاركون في المسيرات التي خرجت في دمشق هتافات تندد بالهجمة التي تتعرض لها سوريا وتشدد على التمسك بالبرنامج الاصلاحي ورفعوا صوراً للأسد وأعلاما سورية وروسية وصينية وفلسطينية ورايات لحزب الله اللبناني.
كما عبروا أيضاً عن تقديرهم وشكرهم لروسيا والصين اللتين استخدمتا الفيتو مرتين في مجلس الأمن الدولي ضد قرار يدين دمشق.
وتستمر فعاليات «المسيرة العالمية من أجل سوريا» 3 أيام في جميع أنحاء سوريا ، كما دعيت السفارات السورية في العالم إلى المشاركة عبر تجمعات تقيمها في اماكن تواجدها تأييدا لمسيرة الإصلاح ورفضاً للتدخل الأجنبي في البلاد.