ضمن فعاليات المهرجان الدولي لفن العرائس في دورته الأولى، انعقدت يومي الثلاثاء والأربعاء 20 و21 مارس الجاري بأحد نزل مدينة نابل ندوة فكرية تحت عنوان «النص في مسرح العرائس بين الحكاية والبيداغوجيا». الندوة أدارها الأستاذ العراقي مقداد مسلم وأثثها عدد من الأساتذة والمختصين في العرائس على غرار الدكتور نبيل بهجت (مصر) والمخرج المسرحي الفرنسي بيار غاتينو والأستاذ مصطفى أبو هنود (الأردن) والأستاذة كاترينا مازمتشفلي.
الأراجوز
البداية كانت مع السيد الطاهر العجرودي مدير المهرجان الذي وضع الندوة في إطارها، وأكد في مداخلته على دور المسرح في تعزيز روح المواطنة لدى الفرد بالاضافة الى المشاركة الطوعية الفاعلة لمجموعة كبيرة من الشباب في إنجاح هذه التظاهرة، كما أشار الى ضرورة الخروج بالمسرح الى فضاءات أرحب وتعميم هذا الفن على جميع مناطق الجمهورية وخاصة منها الأرياف المتعطشة للفنون.
الأستاذ نبيل بهجت قدّم مداخلة بعنوان «كيف نستلهم الحكاية في مسرح الظل»، وكانت هذه المداخلة عبارة عن خلاصة تجربة فرقته المسرحية «ومضة»، وقد أكد المتدخل أن الفرقة اهتمت بشخصية «الأراجوز» المصري المتمثل في شخصية «صابر المصري» قيدوم الرواية الشعبية. وأشار الى أن للحكاية الشعبية جوانب تعليمية تعتمد على المساحات المشتركة بين الجمهور، وهي السلطات الثلاث (الدين والسياسة والمجتمع).
إيديولوجيا
وتحت عنوان «هل مسرح الدمى والعرائس ينتمي الى البيداغوجيا» قدّم الأستاذ الأردني مصطفى أبو هنود مداخلة أشار من خلالها ان هذا السؤال يتيح فرصة اعادة الامر الى منبته الاول بمعنى ان فن العرائس فن أصيل، وقد يكون هذا الفن الوحيد والأكثر أصالة في الظاهرة المسرحية عند العرب، ففن العرائس حسب التدخل، لم يكن موجها للأطفال لا من باب الترفيه ولا من باب التعليم بل كان فنا ناقدا وساخرا يوجه نقده لمركب السلطات الثلاث السياسية والاقتصادية والدينية مما أدى الى تعرض هذا الفن للاضطهاد على مر العصور السابقة، وهذا لا يعني، يقول الاستاذ، أنني ضد أو أرفض فكرة توظيف فن العرائس لتعليم الأطفال او توجيههم.
أما المخرج المسرحي الفرنسي بيار غاتينو فقدم في مداخلته تعريفا للعروسة من خلال تجربته مبينا أنها تلك المصنوعة من الأشياء التي ترمز الى الحياة وقد أشار المخرج ان وظيفة المسرح ليست تعليمية اذ ان اقرارنا بهذا التعريف قد يتيح للعديد من المسرحيين الذين تأخذهم ممارستهم او توجهاتهم السياسية الى ايديولوجيات من الممكن ان تؤثر على أفكار الطفل سلبا.
للإشارة تتواصل فعاليات المهرجان الدولي لفن العرائس الى غاية يوم الأحد 25 مارس الجاري، وهو من تنظيم المركز الثقافي في نيابوليس.