شهدت مدينة قصور الساف عشية يوم أمس حالة من الإحتقان و الإضطرابات وذلك على خلفية الأحكام الصادرة من المحكمة العسكرية في قضيّة قصور الساف التي تعود إلى يوم 15 جانفي 2011 والتي ذهب ضحيتها عونا أمن من الحرس الوطني.
أهالي مدينة قصور الساف الذين حضروا الواقعة بصفتهم شهود عيان حينها، قاموا مساء أمس بمشاركة عدد من أهالي المحكومين بوقفة احتجاجية أمام ثكنة النظام العام بالمدينة معربين عن استنكارهم الشديد من الأحكام القاسية التي صدرت عن المحكمة العسكرية بخصوص أبنائهم، حيث عمد هؤلاء إلى غلق الطرقات المؤدّية إلى المدينة وإشعال عدد من العجلات المطاطية في الطريق العام تنديدا بالأحكام التي صدرت في حقّ أعوان أمن قالوا أنّهم قاموا بحمايتهم وحماية كامل المدينة أيام الثورة، ولو لاهم لآلت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه حينها خصوصا وقد تزامن ذلك مع إشاعات تفيد تواجد حياة بن علي مختفية في إحدى منازل أصحاب الجاه في المدينة وما رافق ذلك من تصعيد خطير كاد يتسبّب في كارثة في قصور الساف لو لا تدخّل هؤلاء الأعوان للقيام بالواجب على غرار ما حصل مع سيارة أعوان الحرس التي لم تمتثل لتعليمات المواطنين بالتوقّف حينها حتى آلت الأمور إلى حدّ إطلاق النار على السيارة لحماية الأهالي بسبب حمل أعوان الحرس للسلاح وتهديدهم للمواطنين بإطلاق النار.
أهالي قصور الساف أكّدوا أنّهم سيصعّدون الموقف في صورة عدم التراجع عن الأحكام الصادرة في حق المحكومين والتي تراوحت بين 5 سنوات لعونين موقوفين و 15 سنة لعونين مازالا في حالة فرار، مهدّدين بالتصعيد والدخول في إضراب عام إذا لم يتم فتح تحقيق جديد ومحايد في هذه القضية، مع العلم وأنّ زوجة أحد المحكومين حاولت إشعال النار في جسدها في الطريق العام بسبب حالة الانهيار العصبي التي تملّكتها، ليتمّ انقاذها وحملها إلى المستشفى لتلقّي العلاج من طرف عدد من المواطنين.