تقع مدينة تاجروين على بعد 35 كلم جنوب مدينة الكاف. وهي ممر لعديد السياح الذين يتوجهون لزيارة مائدة يوغرطة القريبة منها. «تاجروين» كلمة تعني في اللغة الأمازيغية «الصحفة» أو «القصعة» ويعود ذلك إلى موقع المدينة التي تقبع في منخفض يحيط به مجموعة من الجبال مثل «فدان السما» و«الكداس» و«القابل» و«كاف الطير» و«صالح بن فرحات» وغيرها من المرتفعات... وقد استوطن بها البربر بفضل توافر العيون بها مثل عين «سيدي علي بن عمر» وعين «الآبار» و«عين عبد القادر» و«عين ساسي» كما أنها كانت قاعدة متقدمة للرومان أثناء تحصن القائد البربري يوغرطة بهضبة على شكل مائدة قرب قلعة سنان والتي أصبحت فيما بعد تسمى مائدة يوغرطة.
ولكن المعالم الأثرية بهذه المدينة لم تقع المحافظة عليها، بل اندثر أكثرها بسبب التوسع العمراني ولم يبق منها إلا قطعة صغيرة غربي معلم «سيدي علي بن العمر» لا تتعدى النصف هكتار مهملة وقد غطتها الأعشاب والأتربة وأصبحت مرعى للأغنام والحيوانات السائبة ووكرا للثعابين والعقارب والجرذان. كما تم السطو على بعض أحجارها واستعمل في البناء.
فالمطلوب من المعهد الوطني للمحافظة على التراث وبلدية المكان تهيئة ما تبقى من هذه المعالم الأثرية وتحويلها إلى مساحة خضراء. والحال أنها تقع وسط تجمع للسكان وبذلك يكونان قد ضربا عصفورين بحجر واحد المحافظة على تراث المدينة والمساهمة في جودة الحياة ببعث منتزه يمزج بين الماضي بما فيه من عظمة الأمجاد وتطوير الحاضر على أسس الهوية والانتماء إلى مدينة يطيب فيها العيش.