تعود القصة الى شابة يافعة في مقتبل العمر ورغم حالتها النفسية والصحية بسبب اعاقتها العضوية التي كانت سببا في تقلص علاقاتها بأندادها وانقطاعها المبكر عن الدراسة رغم ما تميزت به من ذكاء حسب تعبير عائلتها واقاربها. فاطمة أبت الا ان تزور مكتب «الشروق» بسيدي بوزيد لتعبر عما يخالجها وتطالب بلفتة من قبل المسؤولين واصحاب القلوب الرحيمة. فاطمة انطلقت في سرد حكايتها قائلة: «كنت اعيش حياة عادية بين افراد عائلتي ، لكن حدث ما عكر صفو حياتي وحياة عائلتي اثر تعرضي للدغة عقرب دخلت بموجبها في حالة اغماء لكن ما زاد في تعكر وضعي الصحي هو تأخر افراد عائلتي في نقلي الى المستشفى لتلقي الاسعافات بسبب عدم تفطنهم لما اصابني. وفي المستشفى المفاجأة كانت اكبر من ان تحتمل من قبل عائلتي بعد ان اعلمهم الطاقم الطبي ان سم العقرب قد سرى بشكل كبير في جسدي الصغير ولا مناص من ضرورة الاحتفاظ بي بالمستشفى وقد تواصل ذلك على مدى اسابيع. وتواصل فاطمة حديثها بنبرات من الحسرة ... «خروجي من المستشفى بعد ان تجاوزت مرحلة الخطر اضفى على العائلة اجواء من الفرح ويا له من فرح لانه سريعا ما تحول الى عناء واتعاب بعد ان تبينوا انني احمل اعاقة عضوية على احدى اليدين ومثلها باحدى الرجلين تستوجب العناية المطلقة بحالتي». فاطمة، تصمت قليلا وتواصل حديثها داعية لوالديها بكل الخير مبينة انهما لم يقصرا في حقها رغم قلة ذات اليد حيث لم تتوقف مساعيهما وبحثهما عن سبيل لعلاجي سيما في ظل كل تلك التطمينات من قبل المختصين في المجال الطبي وتحديدا تقويم الاعضاء وقد خضعت لعدة حصص في التمسيد والتدليك تواصلت سنوات بصفة غير منتظمة لكن دون جدوى تذكر الشيء الذي جعل الاطباء يقرون بان حالتي بلغت حد الاستعصاء وحتى التدخل الجراحي بات بدوره غير مجد داخل البلاد فيما يبقى امل اجرائه خارج البلاد قائما اعتبارا لما يتوفر هناك من تجهيزات متطورة وامكانيات في مثل هذا الاختصاص. فاطمة وبعد دخولها في العقد الثالث من العمر اكدت انها وافراد عائلتها عانوا كثيرا بسبب تلك الاعاقة التي بسببها ايضا غادرت مبكرا الدراسة رغم تميزها وتوجهت بالنداء الى الجهات المسؤولة والمعنية قصد التدخل لمساعدتها ماديا ومعنويا للاندماج في الحياة المجتمعية وذلك بتوفير مورد رزق قار فيما تبقى آمالها قائمة في اجراء عملية جراحية تستعيد بها عافيتها.