التجمعات الريفية بولاية جندوبة يقارب عددها الثمانين تشكو أغلبها من عدة نقائص كالعزلة ومشاكل الانارة العمومية والتعبيد وقنوات صرف المياه.. وتعاني القرى الريفية جميعها من غياب البنية التحتية السليمة والمحققة للتوازن العمراني. وهذه النقائص تشمل خاصة رداءة الطرقات والأنهج داخل هذه القرى بسبب قلة التعبيد وغياب تبليط الأرصفة وانعدامها في أغلب الأحيان مما يحول أغلبها لبرك مياه يجعل التنقل داخلها شبه مستحيل.
ولا تقف النقائص عند هذا الحد بل تتعداه لغياب قنوات صرف المياه مما يجعل السكان يلتجئون لتشييد خنادق خاصة أمام منازلهم ويتم تفريغ المياه المستعملة من حين لآخر عن طريق اكتراء جرارات وصهاريج وكم تكون المأساة أكبر في عدة قرى يشقها خندق في الهواء الطلق لصرف المياه المستعملة والراكدة بما يؤسس لكارثة بيئية وصحية قد تهدد سكان القرى في كل لحظة.
ولا يمكن بحال هنا تناسي التواضع الظاهر للعيان لبعض المؤسسات التي تغيب عنها أبسط المرافق والتجهيزات من ذلك المدارس الابتدائية والاعدادية والمستوصفات ودور الشباب والثقافة ان وجدت وذلك جراء تآكل جدرانها وأسقفها.
الوضع الاجتماعي لسكان القرى الريفية صعب للغاية في ظل غياب مواطن الشغل والفقر الذي يعيشه الأغلبية التي لا ترتزق سوى من تربية بعض الحيوانات وزراعة مساحات صغيرة من الأراضي الفلاحية لا تسمن ولا تغني من جوع وقد طالت البطالة الشباب من أصحاب الشهائد العليا وحتى المعامل ( الزربية الصناعات التقليدية..) فقد أغلقت وأصبحت في خبر كان.
هذا الوضع الاجتماعي الصعب انعكس حتى على مستوى العيش وظروف تحصيل اللقمة في ظل تواضع التغطيات الاجتماعية.