سلّم تعيير الحبوب بات محل استياء الفلاحين واحتجاجاتهم إذ يرى فيه الفلاح ظلما وجورا ولا بد من البحث عن حلول جذرية تعطي لكل ذي حق حقّه، ضمن هذا الاطار عقد الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بباجة مؤخرا جلسة عمل بمقر الاتحاد. وحضر هذه الندوة عدد كبير من الفلاحين قصد النظر في مسألة تعيير الحبوب ومن ذلك ضرورة مراجعة السلم المعمول به من طرف الوزارة. وقد اتفق المجتمعون على أن هذا السلم لا يخدم مصلحة الفلاح ولا بد من التحرك من أجل تغييره بكل الوسائل التي يملكها الفلاحون عبر المنظمات التي تعنى بشأنهم. وخلال الجلسة تم التطرق إلى مقاييس التعيير حيث يعتبر الفلاحون أن المؤشر النوعي هامّ في المعاملات التجارية كما أن الوزن النوعي تجاوز 80 بالمائة في مجال التنقيصات وهو لا يؤثر على مردود الطحين علما وأن هذه النتائج تتوافق مع مركز البحوث بفرنسا حول القمح اللين. من جهة ثانية تم التطرق إلى مسألة القمح المفرقع المرتبطة عادة وحسب ما جاء على لسان إحدى المتدخلات بنقص في تزويد الزراعة بالعنصر الأسود (الأمونيتر) وقد استطاع الفلاح تجاوزها بنسبة 72 بالمائة سنتي 2007 و2010. كما أثبتت الدراسات في أوروبا أنه وحين تفوق نسبة التفرقع 20 بالمائة تكون البروتينات أقل من 12بالمائة وبالتالي يكون مردود الطحين أقل من 70 بالمائة حيث تكون دراسة مردود الطحين حسب نسبة التفرقع على مستوى الحبة. كما أن الأمطار المتأخرة لها تأثير أيضا على نسبة التفرقع وبالتالي على مردود الطحين وتنخفض نسبة التفرقع كلما كانت نسبة الأمونيتر أكبر. ويبدو أن الرطوبة لا تمثل إشكالا بالنسبة إلى الفلاح حسب التصريحات التي تضمنتها الجلسة كما أن وجودها في السلم مهم عند تخزين الحبوب لتفادي مشاكل التسوس. وتفيد المعطيات أن 12بالمائة من الفلاحين تجاوز منتوجهم نسبة الشوائب ب12بالمائة فيما بين 2007 و2008. كما تم التطرق خلال نفس الجلسة إلى جملة النقائص ومن أهمها عدم اسناد تنفيل للوزن النوعي الذي يفوق 80 كيلوغراما في الهكتار في حين يقوم ديوان الحبوب باحتساب 78 كيلوغراما في الهكتار عند التوريد هذا إلى جانب احتساب بعض الشوائب التي لا يتحمل الفلاح في شأنها أي مسؤولية وكذلك احتساب التفرقع بداية من نسبة 20 بالمائة في حين يحتسب بنسبة 30 بالمائة بالنسبة إلى ديوان الحبوب. ويذكر أن البحوث العلمية (المعهد الوطني للزراعات الكبرى) أثبتت أن مردود الطحين مرتبط بنسبة الأمطار أكثر من نسبة التفرقع مما يجعل طريقة احتساب هذا التفرقع غير منصفة ولا تخدم مصلحة الفلاح. وأمام هذا الوضع يطالب أهل القطاع بمختلف شرائحه بحذف عنصر احتساب الوزن النوعي وحذف التنقيصات المضاعفة على الشوائب (حبوب مكسرة شوائب من الحبوب شوائب مختلفة) كما يطالبون بالتخفيض من احتسابها من 10 إلى 5 بالألف ويطالبون أيضا باحتساب التفرقع ابتداء من نسبة 40 بالمائة ومراجعة الطريقة المعتمدة في أخذ العينات وذلك فضلا عن المطالبة بتنظيم دورات تكوينية لفائدة فنيي مراكز تجميع الحبوب وفصل المخابر عن إشراف المجمعين وإسناد هذه المهمة لمؤسسات محايدة ومستقلة. وخلال المناقشات أعرب فلاحو الجهة عن تذمرهم من تلكؤ المسؤولين ولامبالاتهم, وتم توجيه الدعوة إلى أخذ القرار المناسب والتحرك لإيجاد الحلول اللازمة فيما يتعلق بسلم التعيير قبل اللجوء إلى اختيار سبل الاحتجاجات والاعتصامات لحصول الفلاحين على حقوقهم.
