يشهد قطاع تربية الماشية بجهة جندوبة صعوبات عديدة وفي مقدمتها ترويج الحليب وما يمكن أن يصحب العملية من تداعيات. بداية الأزمة برزت بعد مطالبة الفلاحين بمراجعة أسعار الحليب لأنه يوجد بين ما يبيعون به وما تحققه مركزية الحليب من أرباح فوارق.
فارق الأرباح هذا يفوق الضعف هذا إضافة لما يرافق عملية إيصال الحليب من الفلاح للمجامع من نفقات ومصاريف طائلة. عدد من مربي الأبقار بجهة جندوبة أكدوا «للشروق» أن العملية التي تسبق وصول الحليب معقدة ومكلفة ذلك أن الفلاح يتعب وينفق الكثير من المال للتربية والرعاية للأبقار في ظل ارتفاع تكاليف الأعلاف ذلك أن الفلاح الذي لايعتمد على بعض المبادرات الخاصة على نحو زراعة مساحات للرعي والقرط يجعله في عجز تام نظرا لكثرة المصاريف مقارنة بالمداخيل المتأتية من الحليب هذا إضافة لبعض الازمات التي يشهدها القطاع وكذلك بعض الأمراض التي تمس القطيع وصولا إلى ظاهرة السرقة وتهريب الابقار نحو الأقطار الشقيقة وكلها عوامل تنهك الفلاح ماديا ومعنويا في ظل غياب الدعم وتراخي بعض وكلاء المجامع في تسديد معاليم بيع الحليب وهو ما يؤثر على الفلاح الذي يعجز أمام هذا الوضع على توفير مستلزمات الرعاية والتربية لقطيعه فيضطر للتداين او التخلي بالبيع عن حيواناته.
وبالسؤال عن مسببات هذا الوضع الذي قد يؤدي إلى إجراءات أخرى ربما في مقدمتها حسب الفلاحين مقاطعة المجامع والامتناع عن بيع المنتوج ,أكد الفلاحون أن المجامع والمركزية جزء من البلية ذلك أن كلاهما يفكر في منطق الربح الشخصي قبل مصلحة الفلاح الذي يعتبر شريكا في العملية وربما هو الشريك المهم لذا وجب التأسيس لعلاقة جديدة تأخذ بعين الاعتبار مصلحة الجميع.
وحتى لا تتأزم الأوضاع أكثر خاصة وأن وتيرة الاحتجاجات والتململ بدأت تكبر شيئا فشيئا في المدة الأخيرة أكد عدد من المربين وأهل الاختصاص أن الحلول لتجاوز كل الصعوبات تكمن في مسألتين الأولى تتعلق بالترفيع في سعر الحليب للفلاح لتحقيق المعادلة وكذلك مراجعة أسعار الأعلاف المركبة المرتفعة بما يحقق توازنا عند الفلاح بين المداخيل والمصاريف أما المسألة الثانية فتكمن في التفكير في بعث مركزية جديدة بالجهة أو بجهة الشمال حتى لا يبقى الفلاح تحت رحمة مركزية واحدة تتحكم في السوق.