الفلاحة عنصر هام في حياة كثير من المواطنين بمنطقة سيدي علي بن عون من ولاية سيدي بوزيد لأنها مورد رزق لهم، حيث تتنوع أنشطتهم لتشمل عديد الغراسات كالزيتون واللوز وبعض الزراعات كالقمح والشعير واغلب فلاحتهم تعتمد على مياه الأمطار. وقد عرفت المنطقة خلال المواسم الأخيرة تراجعا ملحوظا في إنتاج الحبوب من قمح وشعير لعدة أسباب بينها لنا احد فلاحي الجهة منها ما هو طبيعي كقلة الأمطار ومنها ما يتعلق بضعف المردودية لهذا النشاط الفلاحي حيث يجد الفلاح نفسه مضطرا إلى القيام بأنشطة أخرى ذات مردودية أفضل. هذا ما يفسر نقص المساحة المخصصة لزراعة القمح لهذا الموسم لتصل إلى 3650 هكتارا بعلي حيث يقارب إنتاج الهكتار الواحد 8 قنطار وتعتبر فصيلة «كريم» و«البيدي» و«القمح الصلب» و«أصباع علجية» من أهم أنواع القمح بالجهة أما المساحات السقوية للقمح والمقدرة ب70 هكتارا فهي أيضا في تناقص ملحوظ رغم ازدياد عدد الآبار بالجهة ليصل إنتاج الهكتار الواحد الى ما يزيد عن 38 قنطارا. أما المساحات المخصصة لزراعة القمح على ضفاف وادي الساهلة ووادي الواعرة ووادي العرعار فهي أيضا لم تشهد تطورا نتيجة الجفاف الذي أصاب المنطقة حيث قدرت هذا الموسم ب150 هكتارا قمحا ومثلها شعيرا ويقدر إنتاج الهكتار الواحد من هذا النوع ب15ق. وقد شهدت المساحات المخصصة لزراعة الشعير تراجعا مقارنة بالمواسم الماضية لتصل هذا الموسم إلى 2500 هكتار بعليا و50 هكتارا سقويا.
إن اعتماد فلاحي الجهة على الفلاحة البعلية من شانه أن يجعل الإنتاج في تذبذب وعدم استقرار وهذا سيؤثر سلبا على أنشطة الفلاح وسيقلل من مداخيله ليجد نفسه في كثير من الأحيان غير قادر على مجابهة الوضع لتزداد معاناته، وان التفكير في إحداث مناطق سقوية أمر ضروري وحتمي ليستعيد الفلاح توازنه الذي افتقده منذ سنين. ورغم أن عدد الآبار العميقة بالجهة في ازدياد إلا أن الاتجاه نحو زراعة الحبوب يبقى محيرا وان اغلب الفلاحين بالجهة يعزفون عن هذا النشاط ويميلون إلى أنواع أخرى من الأنشطة ذات المردودية العالية وخاصة الغراسات. أما الخضروات فهي تحتل جزءا من اهتمام الفلاح في هذه الربوع وتحتل مساحة 100 هكتار لانتاج البطاطا والجزر واللفت والخضروات الورقية . أما الصيفية فتحتل مساحة 120 هكتارا لإنتاج الطماطم والبطيخ والدلاع والبصل. الفلاح بهذه الجهة ينوع من أنشطته الفلاحية عساها تغطي مداخيله مصاريفه خاصة في السنوات الأخيرة التي عانى فيها من مشاكل جمة، نقص الأمطار، ارتفاع أسعار الأسمدة وكلفة استخراج المياه، مصاريف اليد العاملة... فهل ستأخذ الدولة بيد صغار الفلاحين بالجهة وتشجعهم على الإنتاج وخدمة الأرض وتوفر ما يلزم عملهم مع مراعاة للظروف الصعبة التي يمرون بها.