طفت على السطح من جديد قضية المصب المراقب للفضلات بقصور الساف، وعادت معها أصوات الأهالي الرافضة لهذا المشروع، وذلك تزامنا مع محاولات تضليل ومغالطات بجدوى المشروع حسب اعتقادهم بعد أن أجمع جلّ الخبراء الذين تمّت استشارتهم على إضراره بالبيئة والمحيط، وخطورته على صحّة الإنسان.
هذا المشروع مازال يثير جدلا محتدما في المدينة، وبين رافض ومؤيّد له، ظلّت الحقيقة غائبة عن المواطنين بسبب تقصير السلط المعنية في التعاطي مع هذا الملف بأكثر جدّية وكشف خفايا «المصبّ الكارثة» للأهالي الذين عبّروا عن رفضهم كليّا استكمال أشغاله، وحتّى زيارة وزيرة البيئة لهذه المنطقة لم تأت بالجديد ولم تثمر قرارات أو إجراءات فاعلة في رأيهم من شأنها تبديد حالة الاحتقان التي يعيشها مواطنو قصور الساف، وكلّ ما في الأمر أنّ قرارات الوزيرة، وحسب ما صرّح به الأهالي، عادت بهذا الملف إلى نقطة الصفر لماّ قرّرت تكوين لجنة متابعة مختصّة للمشروع، وفاتها أنّ تحرّكات المواطنين وبعض الجمعيات الخاصّة فيما يتعلّق بهذا الملف بلغت أشواطا متقدّمة أكثر حتى من التي بلغتها الحكومة ضمن حلقات وملتقيات وندوات علمية تمّ الاستنجاد فيها بخبراء ودكاترة في المجال البيئي أجمعوا تقريبا على المضرّة التي ستحصل جراء هذا المشروع، لا من حيث تلوّث التربة والمائدة السطحية والعميقة فحسب، بل وكذلك على صحّة المواطن والحيوان. ورغم استنفاذ كلّ الطرق المتاحة للتعبير عن رفضهم لهذا المشروع وحالة الاحتقان التي يعيشونها الآن، إلاّ أنّ أهالي المدينة قرّروا مواصلة النضال السلمي من خلال التحسيس بمضار المشروع بعيدا عن الاعتصامات والإضرابات، وذلك عبر إنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، وطبع آلاف الملصقات الحائطية التي تمّ توزيعها في كامل المدينة وخارجها، فيما خيّر البعض الآخر التعبير عن الضيم والظلم بالأغاني الشبابية والموسيقى، والكاميرا عبر إنتاج فيلم وثائقي تمّ الانتهاء من تصويره مؤخّرا، ساهم فيه عدد من الخبراء والتقنيين من ألمانيا وإيطاليا حاول كشف حقائق هذا المصب الذي تمّ إسقاطه وفرضه بالقوّة على المدينة من طرف «عصابات» العهد البائد وبيادقهم من المسؤولين المتورّطين في عدّة قضايا فساد أخرى استثنتها لجنة «بودربالة» في تقريرها الأخير لأسباب مازالت مجهولة، ومنها مصب الفضلات الذي راح ضحيته أكثر من مسؤول قال «لا» لهذا المشروع لتتمّ معاقبة ونقل البعض تعسفياّ، وطرد البعض الآخر من وظيفته.