هي سهرة فنية خاصة احتضنها مساء الاربعاء 23 ماي فضاء التياترو بالعاصمة... سهرة أثثها كورال طوق الياسمين بإدارة المبدعة مها بن عبد اللّه الشاوش وجمعت جمهورا غفيرا له طابع خصوصي. خصوصية هذا الجمهور أن جله من الأمهات اللائي قدمن للاستمتاع بابداعات فنية لأطفال في عمر الزهور... تضامنا مع جمعية «طفل وابتسامات» الخيرية. ... كانت البداية بعرض شريط وثائقي قصير حول نشاط هذه الجمعية «طفل وابتسامات» التي تأسست لاحتضان أطفال من ذوي الاحتياجات الخصوصية بدرجة أولى بالرعاية والدعم.
براعم تشدو الطرب
هم براعم صغيرة بلباسهم الأبيض الذي يرمز الى السلام... صعدوا على الركح بنظام وتركيز... لتنطلق الرحلة الغنائية صحبة فرقة موسيقية محترفة: محمد الأسود مالك اللوز شذى الهيشري لطفي صوّة معز الكعباشي وحاتم اللجمي.
أغنيات لامست مواطن الجمال في الحياة وانتصرت للقيم الانسانية النبيلة... أغنيات قطعت مع السائد من الأغاني الهزيلة موسيقى ومضمونا... أداء هذه البراعم جمع بين الاقناع والامتاع لأغنيات طربية غربية وعربية وقع اختيارها باتقان وحرفية... هي أغنيات تنتصر للفجر الجميل واشراقة الشمس وألق القمر... والوطن والحياة والأمل والطموح.
إتقان فن الانصات
حسن الانصات فن ودراية ودربة... وجمهور فضاء التياترو وكان ايجابيا في التعاطي مع هذا الفن... ولا غرابة في ذلك، فمضمون السهرة فرض هذا الأمر... لذا فقد كان التركيز شديدا والمتابعة دقيقة لمختلف تفاصيل هذا العرض الفني الذي أعاد الى الأذهان روائع ابداعية بأصوات يافعة... روائع قطعت مع الايقاعات الصاخبة لتؤسس لذائقة تتصالح مع الابداع الخالد.
لقد عودتنا عديد الكورالات وحتى المنوعات التلفزيونية على فسح المجال للبراعم لتقديم ما هبّ ودبّ من الأغاني... بغثها وسمينها دون الأخذ بعين الاعتبار للنشء الصغير والأهداف الواجب الانتصار إليها لأجل أن تكون لهذه البراعم حضورها الفاعل في كل ما تقدمه من أغاني.
عاد كورال طوق الياسمين في هذا العرض بالذاكرة الى ابداعات خالدة طعمّها بأناشيد وقصائد للطفولة والبراءة والتفاؤل ومعاني الجمال في الوجود. مها بن عبد اللّه الشاوش:
المفاجأة
لئن أشرفت شذى الهيشري على الجزء الأول من هذا العرض الفني الاستثنائي، فإن الجزء الثاني منه قدم للحضور الغفير مفاجأة اسمها مهما عبد اللّه الشاوش مديرة ومؤسسة كورال «طوق الياسين» من خلال حضور ركحي لافت وأداء مقنع وممتع لعدد من الأغاني الطربية بمصاحبة كورال أغلبه من أمهات البراعم (وهذا أمر شدّ الانتباه)... غنت مها بن عبد اللّه الشاوش وجابت بصوتها العالم من خلال ابداعات غنائية لامست مواطن الجمال في الحياة وكشفت عن ما تختزنه بداخلها من امكانيات فنية وطاقة ابداعية قالت في شأنها «إنها تحتفظ بها لنفسها عند ما سألناها، هل لديها رغبة في احتراف الغناء... ابتسمت قائلة: «إنها المرة الأولى التي أصعد فيها على الركح للغناء... وصعودي مبرمج منذ مدة... فإعداد هذا الحفل كان وفق مخطط محدّد على اعتبار أن كل ما يقدم هو وفق برنامج مضبوطة خطوطه تصمت لحظات لتواص: كورال «طوق الياسمين» بعث للوجود منذ 3 سنوات... وفكرة تأسيسه خامرتني منذ 6 سنوات خلت، كنت مترددة خائفة... وجاء التشجيع والمساندة من محيطي... لأحول هذه الفكرة الى فعل ابداعي جاد... يعتمد البحث والتأطير والتنظيم والانضباط والجدية والتهذيب.. البرنامج الفني للكورال لكل حفل يتم اعداده بدقة متناهية بعيدا عن الارتجال وصعودي على الركح للغناء كان ضمن هذا البرنامج الفني الخاص بجمعية «طفل وابتسامات».
ومن هذا المنطلق والكلام لمها بن عبد اللّه الشاوش فلكل حفل للكورال برنامجه الخاص به... ليس من شيمنا إعداد برنامج واحد لكل الحفلات التي هي ذات طابع خيري بحت...».
وختمت بالتأكيد على أن كورال طوق الياسمين وبعد 4 حفلات فنية في رصيده الى حدّ الآن سيواصل على طريق الخير إبداعا وعطاء دون منّ ولا مواربة.