قرر النائب العام المصري الطعن في الاحكام القضائية التي صدرت ضد مبارك و«أعوانه» والتي اعتبرها شق كبير من المصريين «مخففة» بالمقارنة مع حجم الجرائم المقترفة ضد «الثورة المصرية» فيما دعا «الثوار» الى مليونية «العدالة» مطالبين بتشكيل اتحاد رئاسي. قرر النائب العام المصري عبد المجيد محمود أمس الطعن أمام محكمة النقض في الحكم الصادر من محكمة «جنايات القاهرة» في قضية الرئيس السابق حسني مبارك. وذكر بيان صادر عن مكتب النائب العام أن «اجراءات مضادة للحكم بدأت».
تمديد ودعوى جديدة
كما قرر النائب العام تمديد قرار المنع من السفر الصادر بحق مساعدي وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي الستة الذين قضت محكمة الجنايات مساء أول أمس ببراءتهم. وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قضت بمعاقبة مبارك والعادلي بالسجن المؤبد ل«مشاركتهما» في قتل المتظاهرين خلال الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق في 11 فيفري 2011 .
وبرّأت المحكمة معاوني العادلي كما برأت نجلي مبارك جمال وعلاء ورجل الاعمال الهارب حسين سالم لسقوط التهمة الموجهة اليهم بالتقادم. كما تقدمت اللجنة القضائية المكلفة باسترداد أموال مصر من الخارج بدعوى قضائية جديدة ضد علاء وجمال مبارك نجلي الرئيس السابق بنيابة أمن الدولة العليا. واتهمت اللجنة في دعواها المذكورين بالقيام بعمليات غسيل أموال داخل مصر وسويسرا.
ويأتي هذا في الوقت الذي لا يزال متظاهرون يحتلون ميدان التحرير وسط القاهرة غداة مظاهرات ضخمة خرجت احتجاجا على الحكم الصادر ضد المتهمين في قضية قتل المتظاهرين.
ويرى مراقبون ومتابعون للشأن المصري أن حالة الاحتقان التي تعيشها مصر تنذر بثورة جديدة خاصة وأن حالة انسداد كبيرة تخيم على المشهد المصري حاليا. من جانبها ذكرت وزارة الصحة المصرية في بيان أمس الأحد أن اجمالى أعداد المصابين أثناء التجمعات بميدان التحرير وبعض الميادين في المحافظات الأخرى بلغ حتى الآن – أي البارحة - 113 مصابا.
اعتصام مفتوح
وكانت بعض القوى السياسية قد أعلنت اعتصاما مفتوحا في ميدان التحرير وشارك في مظاهرات اول أمس عدد من المرشحين السابقين للرئاسة المصرية، من بينهم المرشح حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح.
أما المرشح الاخواني محمد مرسي، الذي سيخوض جولة الاعادة في الانتخابات الرئاسية أمام أحمد شفيق آخر رئيس حكومة في عهد مبارك، فقد تعهد باعادة محاكمة رموز النظام السابق حال فوزه بالرئاسة.
وفي المقابل أعلن المرشح الرئاسي أحمد شفيق في مؤتمر صحفي عقده امس احترامه حكم القضاء المصري والتزامه بحكم القانون، مشيرا الى أن السلطة الجديدة ستحرص على احترام حقوق الانسان. وشن شفيق هجوما على جماعة الاخوان ووصفهم بأنهم « يمثلون الظلام وهم فئة مغلقة على نفسها».
مظاهرات جديدة
في هذه الأثناء , دعا «اتحاد شباب الثورة» فصيل ثوري جموع الشعب المصري الى النزول والمشاركة في مليونية «العدالة» غدا الثلاثاء في جميع ميادين مصر الثورية وفي كافة المحافظات للمطالبة بالعدالة والقصاص من قتلة الشهداء والتنديد بالحكم الصادر بالبراءة لقتلة الشهداء من رجال المخلوع مبارك .
وطالب اتحاد شباب الثورة في بيان رسمي له أمس بضرورة تشكيل محكمة ثورية من قضاة مشهود لهم بالنزاهة والكفاءة من تيار الاستقلال حيث ان هذا المطلب اصبح مطلبا شعبيا .
كما طالب اتحاد شباب الثورة كلا من حمدين صباحي وابو الفتوح ومرسي الاستجابة لمطلب الميدان بتشكيل مجلس رئاسي يقود البلاد في المرحلة المقبلة ويؤسس للتحول الديمقراطي والقضاء على رموز النظام وحلف اليمين في ميدان التحرير امام جموع المتظاهرين الذي يمثل الشرعية الثورية التي مازالت مستمرة .
ومن جانبه رفض عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية والمرشح الخاسر في الجولة الأولي للانتخابات، فكرة تشكيل مجلس رئاسي غير منتخب، مشيرا الى أن ذلك يعد تراجعا من الممكن ان يهدد مسيرة الديمقراطية واستقرار البلاد.
وأشار موسى الى أن العملية الانتخابية يجب ان تستمر وأن نحتكم لصندوق الانتخابات مهما كانت نتائجه لأنه يعبر عن الارادة الحرة لجموع الشعب المصري.