بتهديد جاد وحاد توجهت طهران برسائل واضحة ومحددة إلى الكيان الصهيوني ولمن يهمه الأمر في منطقة الشرق الأوسط مشيرة إلى أن استهداف البرنامج النووي الإيراني سيسقط على إسرائيل «صواعق» و»صواعق». فلقد أكدت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن الغواصات المتعددة الأهداف من طراز «دولفين»، التي تبيعها ألمانيا لإسرائيل مجهزة بصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.
1500 كم
وجاء في مقال نشرته الصحيفة في 3 جوان أن هذه الغواصات مجهزة بالصواريخ من نوع «Popeye Turbo SLCM» التي يبلغ مداها 1500 كم والتي تقدر على حمل رأس نووي يصل وزنه حتى 200 كغ.
وقالت المجلة: «بمساعدة المعدات الحربية البحرية من ألمانيا تمكنت إسرائيل من امتلاك ترسانة السلاح النووي». يذكر أن إسرائيل طلبت من ألمانيا 6 غواصات من طراز «دولفين» تم توريد أربعة منها لها.
ولا تزال الاثنتان الأخريان قيد البناء في مصنع «هوفالدسفيركي دويتشي فيرفت» بمدينة كيل حيث يعمل خبراء إسرائيليون، حسب ما أفادت به المجلة. ومن المتوقع أن تستلم إسرائيل هاتين الغواصتين في عامي 2014 و2017.
وقالت المجلة إن ألمانيا تتحمل جزء من تكاليف بناء هذه الغواصات، مشيرة على سبيل المثال إلى أنها ستدفع 135 مليون يورو من قيمة الغواصة الثالثة، ما يعادل ثلث قيمتها الإجمالية.
صواعق
وبالتوازي مع هذه المستجدات العسكرية والامنية الخطيرة , حذر علي خامنئي، المرشد الإيراني الأعلى، من أن أي هجوم تشنه إسرائيل ضد البرنامج النووي الإيراني «سيسقط كالصاعقة» على رأس الدولة العبرية، متهما الغرب ب»الكذب» حول «التهديد النووي» الإيراني.
وأعلن خامنئي, في خطاب بمناسبة ذكرى وفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية الخميني, «إذا كان القادة الإسرائيليون يتحدثون عن تحرك عسكري (ضد إيران) فلأنهم يشعرون بالرعب، وهم اليوم أضعف من أي وقت مضى».
كما اتهم الغرب بإثارة «كذبة الخطر النووي الإيراني»، لسبب واحد هو «أنهم يخشون إيران الإسلامية»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقال إن «الدوائر السياسية ووسائل الإعلام الغربية تقول إن إيران النووية خطيرة، أقول إنها كذبة، ما يخافون منه ليس إيران نووية بل إيران الإسلامية». واعتبر خامنئي أن الغرب يتخذ «موقفا غير منطقي» حيال الملف النووي الإيراني الذى «يضخمونه بأكاذيب للتستر على مشاكلهم».
وفي ذات السياق, أعلن المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني الجنرال يحيى رحيم صفوي، القائد السابق للحرس الثوري، ان ايران سترد عسكريا على اي هجوم اسرائيلي او امريكي على منشآتها النووية، مؤكدا ان هذا الرد سيكون «متناسبا وحجم الضرر».
لكن صفوي اعتبر في مقابلة مع وكالة انباء فارس، ان مخاطر حدوث مثل هذا الهجوم «ضعيفة». وقال ان الشروط غير مواتية لمثل هذا الهجوم، على الرغم من تحذيرات المسؤولين الامريكيين والاسرائيليين وتذكيرهم بصورة منتظمة بان «جميع الخيارات مطروحة على الطاولة» اذا فشلت المفاوضات بين ايران والقوى الكبرى بشان برنامج ايران النووي المثير للجدل.
واضاف ان بامكان اسرائيل والولايات المتحدة «بدء الحرب لكن ليس بامكانهما انهائها» وبالتالي فإنهما يمنحان إيران «مفتاح حل هذا النزاع». وذكر ان «كل الاراضي الاسرائيلية هي في مرمى صواريخنا»، مشيرا الى ان «حزب الله اللبناني (حليف ايران) الذي يملك آلاف الصواريخ سيوجهها على الأرجح ضد النظام الصهيوني» اذا هوجمت ايران.
واعتبر انه بالنسبة للولايات المتحدة «ليس لدينا إمكان الوصول إلى أراضيها، ولكن هناك 20 قاعدة أمريكية وأكثر من 100 الف جندي أمريكي في المنطقة يمكن ان تصل إليهم ايران».