وزير الشؤون الدينيّة السيّد نور الدين الخادمي أخذ على عاتقه مهمّة عسيرة جدّا مرتبطة بهاجس وطني يشغل بال الجميع وهو الوقوف في وجه التيارات السلفيّة المتعصّبة المارقة عن القانون ونواميس الدولة وضوابط التعايش السلمي داخل المجتمع. نزل الوزير من عليائه والتصق بالميدان وهو ما انفكّ من يوم إلى آخر يُواجه تحديات المنتمين لهذه التيارات في مسعى للحوار والتواصل معهم وإقناعهم بالعدول عن تصرفاتهم في استغلال المساجد لنشر أفكار غريبة عن الواقع التونسي المتّصف منذ عهود بالاعتدال والتسامح والوسطيّة.
إلى ذلك قطع الوزير خطوات هامة في إصلاح المنظومة الدينيّة في البلاد وضرب أماكن الفساد وإقرار العدل بين التونسيين في الشأن الديني ومنها خاصة المساواة والشفافيّة في أداء فريضة الحج.
الجميع يعلم أنّ التعاطي مع الشأن الديني معقّد و«خطير» وفيه الكثير من المطبّات والمزالق ولكن العزم الّذي تُبديه وزارة الشؤون الدينيّة وما وضعته من خطط وبرامج وما هي بصدد تحقيقه على أرض الواقع يؤشّر إلى أنّه بالإمكان المضي قدما في تنفيذ مشاريع الإصلاح المطلوبة بما يُساهم في تعزيز روابط الانسجام بين كلّ التونسيين بعيدا عن كلّ مظاهر الأحقاد.