1945 2012: 67 سنة بأكملها انتظرتها جمعية الحمامات لتتحصل على أول لقب لها في كرة اليد.. من يعرف مسيرة هذا الفريق خاصة منذ الثمانينات يقرّ بأنه كان جديرا بالتتويج في أكثر من مناسبة بل قل بالتربع على عرش كرة اليد التونسية لسنوات طويلة.
أولا لأن براعم الحمامات يتمتعون منذ القدم بموهبة استثنائية في هذه الرياضة وأن البلدة تزخر باللاعبين المتألقين منذ الصغر بل قل إن كل متساكني الحمامات شغوفون بهذه الرياضة فهي هوايتهم ولعبتهم المفضلة في «الحومة».. يكفيهم رسم مرمى بالفحم على الحائط ونصف دائرة بالحفر في التراب للانسياق لساعات وساعات في مواجهات ثنائية أو ثلاثية يستمتع المارّون بما يكتشفون فيها من فنيات رائعة واستعراضات مدهشة.. المهم أن الأجيال التي مرّت عبر الجمعية لم تتوفّق الى الارتقاء بمواهبها وقدراتها من مستوى الشغف والهواية الى درجة الحرفية وهنا بيت القصيد، لعدم توفر الامكانيات الضرورية ليصبح الفريق محترما بأتمّ معنى الكلمة ولكن ميزانيته ظلّت في مستوى ميزانيات الفرق الهاوية.. وهو أمر غريب وغير مقبول بالمرّة لما يعلمه الجميع من أن مدينة الحمامات تمثل قطبا سياحيا وبالتالي اقتصاديا بأتمّ معنى الكلمة يحتوي على عدد هائل من المؤسسات الرابحة والمستثمرين ورجال الأعمال الناجحين من أصحاب النزل والمطاعم ووكالات الأسفار والباعثين العقاريين.. بإمكانهم توفير ميزانية يجب ألاّ تنزل تحت سقف المليون دينار لتمكين جمعية الحمامات من السيطرة على كرة اليد التونسية.
فالمطلوب اليوم من كل هؤلاء أن يتفادوا تقاعسهم وأن يسهموا في تنمية كاسة الجمعية خاصة وأن في ذلك تأمين لمصالحهم لأن تألق الجمعية سيجعل شباب الحمامات ومتساكنيها يلتفون أكثر حولها وبالتالي يتوحّدون من أجل مصلحتها وفي ذلك نبذ لكل أنواع التطرّف وبالتالي ضمان للأمن والاستقرار والسلم الاجتماعية المنشودة.