استجابت صباح أمس الدائرة الجناحية الثامنة بالمحكمة الابتدائية بتونس لطلب الدفاع في قضية التعذيب المتورط فيها كل من بن علي والسرياطي والقلال وقررت تأخيرها مجددا لجلسة مقبلة للترافع. أحضر المتهمون الموقوفون في غيرهذه القضية وهم علي السرياطي مدير الأمن الرئاسي سابقا وعبد الله القلال وزير الداخلية السابق وعبد الرحمان القاسمي (إطار أمني). كما سجلت الجلسة حضور كل من سليم غنية وبلحسن الكيلاني بحالة سراح وبقي كل من الرئيس السابق والمدعوين عزالدين جنيح وعمر الحاج محمد محالين بحالة فرار. وقد تمسك المتهمون الحاضرون بأقوالهم المسجلة عليهم في الجلسات الفارطة إذ أنكر جميعهم ما نسب إليهم من تهم.
ماذا طلب المكلّف العام؟
حضر ممثل المكلف العام بنزاعات الدولة بعد أن طلب القائم بالحق الشخصي إدخاله في قضية الحال لالزامه بالأداء في حق المتهمين إلا أنه قدم تقريرا للمحكمة وطلب على ضوئه رفض الادخال لعدم الاختصاص الحكمي وإخراجه من نطاق المطالبة.
وقل علّل طلبه استنادا على ما جاء بالفصل 17 (جديد) من قانون المحكمة الادارية الذي اقتضى أن تختص الدوائر الابتدائية في دعاوى تجاوز السلطة والدعاوى المتعلقة بالعقود الادارية والدعاوى الرامية إلى جعل الادارة مدينة من أجل أعمالها الادارية الغير شرعية أو من أجل الاشغال التي أذنت بها أو من أجل اضرار غير عادية ترتبت عن أحد أنشطتها الخطرة وبالتالي فإن النظر في المسؤولية الإدارية من اختصاص القاضي الاداري وليس من اختصاص القضاء الجزائي. ومن حيث الشكل طلب المكلف العام التداخل في القضية لأنه يمثل الدولة والمؤسسات العمومية بصفتها ذوات معنوية ولا يمثل الأشخاص الطبيعيين العاملين لديها. وبالتالي فالقيام في حق المتهمين لا يستقيم.
الدفاع
أجمع محامو المتهمين على طلب المزيد من التأخير للاطلاع واعداد وسائل الدفاع كما جدّد دفاع المتهم سليم غنية طلب رفع تحجير السفر عليه إلا أن ممثل النيابة العمومية رفض ذلك وفوّض النظر في التأخير.
المحكمة
استجابت لطلب هيئة الدفاع وقررت تأخير المحاكمة إلى جلسة مقبلة على أن تخصّص للترافع. وللتذكير فقد انطلقت الأبحاث في قضية الحال اثر شكاية تقدم بها الأستاذ الجامعي رشاد جعيدان قال فيها انه تعرض للايقاف والتعذيب سنة 1993 بتعلة انتمائه لحركة النهضة.
وبمباشرة الأبحاث وجهت إلى المتهمين جريمة الفصل 101 من المجلة الجزائية والتي تنص على الاعتداء بالعنف بلا موجب الصادر عن موظف عمومي أثناء مباشرته لوظيفته.