حذرت جامعة الدول العربية من اشتعال حرب بالوكالة في سوريا وسط تأكيد روسي بأن التغيير في دمشق لابد أن يكون بشكل دستوري فقط فيما لوحت مصادر أمنية وسياسية مطلعة أن القوات الخاصة الفرنسية بدأت تقاتل مع المعارضة السورية المسلحة. حذرت الجامعة العربية أمس من أن الأزمة السورية ربما تثير حرباً إقليمية بالوكالة لأنها تتوسع وتتزايد، مضيفة «انه لا بد أن تتحمل الحكومة السورية مسؤوليتها لحل الأزمة».
مرحلة الإعاقة التامة
وقال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير احمد بن حلي في تصريح صحفي : إن مهمة المراقبين الدوليين التابعيين للأمم المتحدة وصلت لمرحلة الإعاقة التامة، محملا مسؤولية ذلك للسلطة والمعارضة المسلحة متابعا أن الجامعة مكلفة بتنظيم مؤتمر للمعارضة السورية يسبقه تحديد للتيارات والاطراف المشاركة والوثائق التي يتم بحثها وإقرارها.
وأكد أنه « لذلك نسعى بكل الوسائل إلى إيجاد مخرج والتعامل مع كل الأطراف سواءً إقليمية أو دولية، مثل روسيا الاتحادية، للعمل على إيجاد تسوية ومعالجة لهذه الأزمة التي تتعقد كل يوم، وأقول بكل أمانة، إذا لم يتم حل هذه الأزمة أو إيجاد مخرج من هنا ولغاية الخريف، لا نضمن أن لا تثير هذه الأزمة ربما حرباً إقليمية بالوكالة، وأقولها هنا وأحذر، هذه الأزمة تتوسع وتتزايد، وربما تخلق حرباً إقليمية بالوكالة».
فيتو روسي
وفي سياق التجاذبات الروسية الغربية حيال مستقبل القيادة السورية , جددت موسكو موقفها الرافض لأي تدخل عسكري في سوريا لتغيير السلطة في سوريا . حيث اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان تغيير السلطة في سوريا ممكن فقط في اطار الدستور، معلنا ان «لا احد يملك الحق في ان يقرر نيابة عن الشعوب الأخرى ..من يجب ان يأتي الى السلطة و من يجب ان يذهب».
وقال بوتين «نعم، نحن نعلم ان جزءا من الشعب السوري، الممثل بالمعارضة المسلحة، يريد ان يرحل الرئيس الاسد، لكن، اولا: هذا ليس كل الشعب السوري، وثانيا، والاهم: الا يحصل فقط تغيير النظام بل من المهم التوصل الى وضع يسمح بتغيير السلطة، ان حصل ذلك، وحصول ذلك ممكن فقط بطريقة دستورية، بأن يحل بعد ذلك سلام في البلاد وان تتوقف اراقة الدماء».
كوماندوس فرنسي
وعلى الطرف النقيض من الموقف الروسي, أوردت مصادر إعلامية وأمنية لبنانية مطلعة إمكانية دخول قوات خاصة فرنسية إلى سوريا لقتال القوات السورية النظامية. وكشفت مصادر لبنانية مطلعة عن أن مجموعة من خمسين عسكرياً فرنسياً توجهوا إلى لبنان منذ شهر تقريباً للانضمام لقوات «اليونيفيل» ولكن لا أثر لهم حالياً في الجنوب اللبناني.
وشرح موقع «الانتقاد» تفاصيل الخبر بأن الحكومة الفرنسية طلبت من نظيرتها في لبنان السماح بدخول خمسين عسكرياً فرنسياً للانضمام إلى قوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب حيث غادر العسكريون الفرنسيون فرنسا إلى لبنان ودخلوا عبر مطار بيروت الدولي ولكنهم لم يذهبوا إلى الجنوب حيث تتمركز وحدات «اليونيفيل». ووضعت المصادر السياسية والديبلوماسية في باريس فرضيتين : أ – أن تكون وجهة المجموعة معسكرات تابعة للجيش اللبناني في إطار مهمة التدريب التي تقدمها فرنسا حالياً للقوات المسلحة اللبنانية. ب – أن تكون المجموعة ضمن المجموعات الغربية الموجودة على الحدود اللبنانية- السورية في الشمال والتي تقدم الدعم للمسلحين السلفيين المناهضين للنظام في سوريا. وكان وزير الخارجية الفرنسي رولان فابيوس قد أكد في مؤتمر صحفي عقده مؤخراً أن فرنسا سوف تقدم للمعارضة السورية المسلحة معدات اتصال حديثة تمكنها من التواصل من دون مراقبة النظام في سوريا، كما تمكنها من معرفة تحركات الجيش السوري والإبلاغ عنها ومن المعلوم أن هكذا أجهزة يلزمها خبراء للتدريب على استعمالها.
ويرى مراقبون ومتابعون للشأن اللبناني والسوري أن إمكانية دخول هذه القوات الفرنسية إلى التراب السوري واردة جدا خاصة وأن وحدات من الكومندوس الفرنسي انخرطت في الحرب على ليبيا صيف 2011 ودخلت التراب الليبي خلسة وكان لها دور كبير في احتلال العاصمة الليبية طرابلس وإسقاطها.