نظمت «المكتبة الجهوية بقابس» تظاهرة تربوية بعنوان رؤية في إصلاح تربوي عميق من خلال كتاب «ثورة تربوية» وهو عصارة تجربة المربّي البشير الهاشمي في تأسيس المدرسة الحديثة التجريبية بشنني هذه التجربة استشرف من خلالها ما يؤمل أن تكون عليه المدرسة التونسية ،في ظل واقع يتسم بالرتابة والتكرار والاجترار والانضباط المعيق المفروض بسياط العنف التي تؤلم الطفل البريء الحالم الذكي. وآل على نفسه أن يتخذ مبادرة تربوية رائدة دخلت تاريخ التربية في بلادنا من بابه الواسع كما يقول الدكتور «مصدق الجليدي» في تصديره للكتاب. ووبعيدا عن أي مبالغة أو تضخيم،لقد كان لأصحاب المشروع من الحكمة ومن الكياسة وحسن التدبير والسياسة ومن سعة الأفق وبعد النظر ما يجعل التجربة من التجارب التربوية الرائدة في كامل العالم العربي واعتبر الدكتور «رضا ساسي» أن كتاب «ثورة تربوية» جاء ضد الرداءة التي سادت في المؤسسة التربوية في العهد الماضي واجتهد صاحب الكتاب في الإجابة عن السؤال المركزي التالي: أي مدرسة تسعد الطفل التونسي وتحقق البهجة وتبني الاستقلالية وتعد للحياة الكريمة؟؟ وارتأى المؤلف أن الحل الجذري في تصور تربوي للإنسان المتوازن وفي تربية شاملة متمحورة على قيم الحرية المنظمة والفعالة والتعاون والتفتح والاكتشاف والإبداع تفعله مدرسة حديثة تجريبية تؤمن بأهمية طور الطفولة وأهمية التنشئة الاجتماعية المراعية للفروق الفردية وللميول والحاجات المختلفة ويتضمن كتاب ثورة تربوية فرابة 295 صفحة من الحجم الكبير وبه 4 فصول ومقدمة فيها الحديث عن المدرسة حلا لمشكل يؤرق وزارة التربية اما مضامين الفصول فهي فكرة تتحول إلى مشروع من المرحلة التمهيدية إلى مرحلة الاستعداد والمقصود بذلك فكرة بعث المدرسة الحديثة التجريبية بشنني ويحتوي الفصل الثاني عن ميلاد المشروع الذي تداخلت إثره المساعي والأحداث وتحدث الفصل الثالث عن التجارب المميزة في المدرسة من أهمها تجربة التنشيط بالعربية المبسطة في مرحلة الروضة وتعلم القراءة بالطريقة الشاملة وحذف تدريس قواعد اللغة والتعليم الانفرادي في الرياضيات ودراسة جوانب سلوكية لدى المتعلمين بالإضافة إلى تجارب أخرى كتجربة المكتبة مركز توثيق والنوادي الثقافية والزيارات الميدانية والفصول المتنقلة وتجربة مجلة المدرسة فيما عنون الفصل الرابع بمدرسة تنبذ العزلة والانغلاق وتنشد التطور عبر الآخرين من خلال العلاقات في مستوى المدرسة والأولياء وتفتح المدرسة وطنيا وتفتحها على الخارج مع هياكل عربية وفرنسية. وفي كلمة، إن كتاب «ثورة تربوية» جدير بالقراءة والمتابعة من قبل المربين خاصّة وأنّهم سيجدون فيه ما يعمق تجربتهم ويثريها.