يعتبر الحمص من المحاصيل البقولية ذات القيمة الغذائية العالية لكن رغم ذلك تراجع انتاجه بشكل يدعو للاستفسار والتساؤل إضافة الى عبث الخنزير الوحشي بهذه المحاصيل.. وهو ما أدى الى الدعوة الى إيجاد حلول عاجلة لهذه الوضعية. نتيجة لما تعرف به منطقة الكريب من خصوصية في الأرض وثراء في التربة زادها طقسها الممطر في كل سنة تقريبا فإن التداول الزراعي لدى جل فلاحي الجهة كان السمة المتفق عليها في العشرية الأخيرة إذ تنوعت الزاراعات بالمنطقة انطلاقا من الحبوب بأنواعها ووصولا الى البقوليات مثل الجلبانة التي أصبحت خلال السنوات الاخيرة تحظى بشهرة وطنية كالفول والحمص لكن زراعة هذا الاخير (الحمص) وان كانت تستحوذ على مساحات محترمة في العشر سنوات الاخيرة الا أن الفلاح بدأ يحيد عن هذا المنحى الى ان تراجعت مساحتها المزروعة بشكل يدعو للاستغراب والاستنفار في ذات الحين وذلك لعدة اسباب. الخنزير سبب البليّة
من المعروف لدى المختصين والفلاحين ان زراعة الحمص تنطلق خلال شهر مارس اذ يتم زراعته في المناطق ذات الامطار والتي يتراوح معدلها عادة بين ال300 مم و600 مم إذ يتم لذلك حرث الأرض قبل هطول الامطار ثم تسميدها ومن بعدها تتم زراعة الحمص وتتراوح مدة انباته ومن بعده قطفة الى غاية شهر ماي وحسب احد الاطارات الفلاحية فإن المساحات المزروعة بهذا الصنف من البقوليات تراجعت خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير إذ لم تتجاوز جملة الاراضي المزروعة ال 5 هكتارات بمنطقة الكريب عكس العشرية الاخيرة وما قبلها عندما حازت الاراضي المزروعة للحمص على قرابة ال150 هكتارا ويرجع محدثنا هذا التقلص في زراعته الى سبب أوحد وهو الخنزير الوحشي المنحدر من جبال المنطقة فكلما قام بفسحة عربد في كل المحصول وبدون رحمة مما اثر سلبا على عائدات الفلاحة وعلى مصاريف إنفاقهم ويواصل محدثنا كلامه مضيفا انه نتيجة لذلك اصبح الفلاح لا يأبه بهذا المنتوج بالرغم من مردوديته العالية عند الحصاد لكن القلق بشأن كيفية المحافظة ولو على جزء قليل من صابته اصبح يقلق الفلاح وكنتيجة حتمية لذلك لم ير بدّا سوى الابتعاد نهائيا عن زراعة هذا النوع من البقوليات لأنه سوف لن يجني من ورائه سوى الخسائر والأتعاب لذلك تراجع حسب محدثنا انتاج هذا الصنف من البقوليات الذي يعتبر ذا قيمة غذائية عالية ويستهلك في جل مأكولاتنا.
أي حلول لإعادة انتاجه ؟
تراجع إنتاج مادة الحمص لم تقتصر على منطقة الكريب فحسب بل تعدى ذلك للعديد من المناطق الأخرى لذات الأسباب التي تم تبيانها سلفا وإذ تواصل هذا التراجع في المساحات المزروعة سيأتي اليوم ولم نعد نرى فيه اي بذرة حمص ببلادنا مما يحيلنا الى الالتجاء الى استيراد هذه النوعية وما سيتكلف ذلك على خزينة الحكومة ولتجنب هذا الإشكال يرى محدثنا بأن على الدولة ومن بعدها وزارة الإشراف ايلاء هذا الموضوع ما يستحقه من نقاش قصد ايجاد حلول تكفل للفلاح إيصال منتوجه الى برّ الأمان بالإضافة إلى إعادة إحياء هذ الصنف من البقوليات بمزارعنا وقبل اندثاره من حقولنا نهائيا.