أيام فقط تفضلنا عن شهر رمضان المعظم الذي يخيّر فيه التونسي عامة اللمّة العائلية والسهر.. وكل حسب استعداده لشهر الصيام.. بعضهم اختار أيامه لعطلته السنوية وآخرون اختاروا ما سبقها فرصة للتبحّر والعوم والاستمتاع بأشعة الشمس.
توافد العائلات على المناطق السياحية أنعش السياحة الداخلية خلال الأسبوعين الفارطين ومن المتوقع أن تظلّ الحجوزات كاملة الى حدود ليلة دخول رمضان.
رمضان للعبادة
«.. رمضان للعبادة.. الصوم والراحة في هذا الطقس الحار لذلك اخترت أن أصطحب أبنائي الى البحر قبل دخول الشهر الفضيل» هكذا تحدث إلينا عبد الحميد معتبرا أن شهر رمضان تزامن هذا العام مع موسم السباحة، لكن حرارة الطقس قد تجعل من الأمر صعبا على الصائم لذلك اختار وأسرته التمتع بالبحر ومياهه قبل حلول شهر رمضان.
الاكتظاظ بسبب ضيق العطلة
خلال الأسابيع الثلاثة المنقضية شهدت إقامات النزل حجوزات بلغت مائة في المائة قال عنها السيد محمد وهو مدير أحد النزل السياحية أنها مرحلة عادية بسبب اختيار التونسي التحول الى الاصطياف قبل حلول رمضان مضيفا «معروف جدا أن التونسي بإمكانه أن يفطر ويتعشى ويأكل خارج المنزل متى شاء إلا في رمضان فهو يخيّر دوما أن يكون بمنزله ومع أسرته خاصة في موعد الافطار، والتونسي بطبعه يخيّر أن لا يكون في نزل في شهر رمضان لذلك قام الكثير من الحرفاء المتعودون على زيارتها في شهري جويلية أو أوت الى تقديم موعد حجزهم للإقامة وكلهم تقريبا اختاروا الأسبوع الأخير من جوان والأول من جويلية وهناك حجوزات أخرى بعد عيد الفطر.
مائدة رمضان أهم من السباحة
عائلة السيد لسعد المولهي التقيناها بأحد النزل بياسمين الحمامات، يقول ا لسيد لسعد «موسم هذا العام أرى أنه ماديا مرتفعا عن الموسم السياحي الفارط.. فالأسعار مرتفعة بالمقارنة ربما لأن أغلب السياح التونسيين خيّروا الراحة قبل موعد شهر رمضان.. فهذا الشهر الكريم لم يخلق لنقضيه في النزل فهو الشهر الوحيد الذي تتجمّع فيه العائلة مع بعضها البعض لإعداد وجبة الافطار لذلك سنجد انخفاضا في عدد الحجوزات خلال هذا الشهر المتزامن مع ذروة الموسم السياحي، لكن في المقابل هناك ازدهار للسياحة الأجنبية، أتمنى أن يجدوا الخدمات والجودة.. فالتونسي يخيّر مائدة رمضان العائلية على السباحة أو الاقامة حتى في نزل 5 نجوم.
انتعاشة
صبري فرج اختصاصه التصوير للحرفاء والتقاط الصور للأطفال مع حيواناتهم المفضّلة بمدينة الملاهي بياسمين الحمامات تحدث بدوره عن الموسم السياحي لهذا العام «البداية موفقة رغم الاشاعات، هناك انتعاش وقدوم كبير للتونسيين وخاصة للاخوة الجزائريين بعضهم تحدث إلينا غير مصدّق أن الأجواء آمنة للأسف الاعلام ساهم في إخافة الكثيرين لكن الحمد للّه فكل سائح يأتي إلينا بنقل المعلومة الصحيحة لغيره».
أجواء مميزة
محمد علي شاب أصيل ولاية دوز قدم الى ياسمين الحمامات مرفوقا بحيوانه الأليف «الفنك» (المستمدّة منه شخصية لبيب) تحدث ل«الشروق» بالقول «أرافق حيواني المفضل حيث يقوم الأطفال والسياح خاصة بالتقاط الصور معه والأجواء رائعة والموسم مؤشر لنجاحه، انتعاشة السياحة تساوي دوران العجلة الاقتصادية للجميع». هكذا بدت احدى المدن السياحية في بداية هذا الموسم مكتظة جدا خاصة في نهاية الأسبوع بانتعاشة للسياحة الداخلية فضلها التونسيون ورمضان على الأبواب.