يمثّل شهر رمضان محطّة هامة عند نجوم التمثيل في تونس الذين يجتهدون في استثمار هذا الحضور اللافت في الإنتاجات الدرامية الرمضانية كلاّ حسب إمكانياته وقناعاته وطموحاته. مثّل مسلسل «غادة» للمخرج محمد الحاج سليمان نقطة الانطلاق في الأفق الرحب، حيث كانت محطته القادمة سوريا ومن خلال مشاركات هامة ومتميزة في عديد الأعمال الدرامية انطلاقا من «تاج من شوك» ومرورا ب«هولاكو» و«المرابطون والأندلس» حتى عمر بن الخطاب الذي يبث حاليا على أكثر من قناة فضائية من ضمنها قناة «نسمة»... فتحي الهداوي هزّه الحنين إلى الدراما التونسية فكان أن عاد إلى حضنها من خلال «صيد الريم».. كان ذلك منذ سنتين ليجدّد العهد رمضان هذه الأيام في «من أجل عيون كاترين».
من جهتها كانت بداية فريال يوسف (قراجة حاليا) من خلال المتحدي للمخرج المنصف الكاتب منذ ما يزيد على ال16 سنة.. لتحط الرحال في القاهرة وتشرع في نحت مسيرة سينمائية وتلفزيونية من أبرز ملامحها مشاركتها في «خاتم سليمان» و«آدم» و«ابن ليل» الذي يعرض حاليا في عديد الفضائيات العربية.
من ناحيتها، وبعد بداية مع الدراما التونسية استغلت درة زروق هذا النجاح الوطني لتطرق أبواب الدراما العربية فكانت لها مشاركة هامة في «كلمة حق» إلى جانب الممثلة الكبيرة ميرفت أمين... ومسلسل «آدم» إلى جانب مي عز الدين وأحمد زاهر و«الريان» إلى جانب ريهام عبد الغفور وعفاف حمدي... كما كانت لدرة زروق مشاركة ملفتة للانتباه في «لسه متجوزين».
ويعدّ «صيد الريم» محطة هامة في مسيرة سناء يوسف (كسوس سابقا) مع الدراما الرمضانية، حيث فتح لها نجاحها في هذا العمل المجال الواسع لاقتحام الدراما العربية انطلاقا من مسلسل «صدق وعده» ثم مدّاح القمر» واليوم تلتقي مع عادل إمام في «فرقة ناجي عطا الله».
وفي المقابل نجد أن الممثلة درصاف مملوك على سبيل الذكر لا الحصر لم تنجح في استثمار نجاحها الباهر في مسلسل «غادة» على المستوى العربي حيث اكتفت بمشاركة يتيمة في المسلسل الأردني «جواهر» الذي لم يلق حظا في البث على الفضائيات التونسية.
استثمار وطني
صنف ثان من نجوم الدراما التونسية في رمضان استغل نجاحه ليعبد طريقا إبداعيا وخاصا به، من ذلك أن نعيمة الجاني التي برزت بشكل ملفت في مسلسل «الدوّار»، من إخراج عبد القادر الجربي استثمرت هذا النجاح في عديد الأعمال المسرحية منها «فزّاني مرتاح» و«علمني».. وكذلك كوثر الباردي التي لها مشاركات متعددة في الدراما التونسية نجحت في تقديم أعمال مسرحية هزلية ك«دار الهنا»...
من ناحيتها عملت وجيهة الجندوبي على استثمار نجاحها في دراما رمضان لتقتحم تجربة «الوان مان شو» وقد وجدت في المخرج المنصف ذويب الحاضن لهذه التجربة من خلال (مدام كنزة). فيصل بالزين الذي اقترن حضوره في رمضان بشخصية «سطيش» عمل على استغلال هذا النجاح من خلال تخصصه في التنشيط للأطفال ونجد أيضا يونس الفارحي الذي شد الانتباه بشكل كبير في مسلسل «حسابات وعقابات» من خلال شخصية «لزهر عروش» اتجه نحو التأليف الهزلي وقد كسب الرهان إلى حد الآن من خلال «نسيبتي العزيزة» و«دار الوزير»...
عملان مكنا قناة نسمة من تحقيق أكبر نسبة مشاهدة على حساب بقية الفضائيات التونسية. ونتوقف في خاتمة هذه الورقة عند أسماء رغم ما تتوفر عليه من طاقات إبداعية وما حققته من نجاح جماهيري وحضور فاعل في الدراما الرمضانية فإنها لم تعمل ولم تجهد النفس لاستثمار هذا النجاح بل اكتفت بالموجود من ذلك سامية رحيّم التي شدّت الانتباه في «الخطّاب على الباب» كما نجد رملة العياري التي اختفت عن الأضواء رغم إطلالة خاطفة لها منذ حوالي السنتين شأنها في ذلك شأن سنية المدب التي هجرت الدراما الرمضانية التونسية بشكل نهائي ونستحضر هنا أيضا بلقيس شريعة ونور الدين بن عياد والمنجي العوني، وغيرها من الأسماء التي رغم حضورها المتوهج في العديد من الإنتاجات الدرامية الرمضانية فإنها لم تجتهد في استثمار هذا النجاح واكتفت بالمتابعة فقط.