لكسرى طابع معماري تفردت به عن باقي المدن إذ تبدو بيوتها معجونة بالصخر فالأزقة والطرقات والانهج تشبه الى حد كبير مدينة «سيدي بوسعيد» وكسرى هي احدى معتمديات ولاية سليانة الاحدى عشرة. تعتبر كسرى اعلى منطقة مأهولة بالسكان بالبلاد التونسية وتقع على ارتفاع يتجاوز الالف متر عن سطح البحر وتضم قرابة 11 حيا سكنيا ويتجاوز عدد سكانها الألفي ساكن.منطقة كسرى حباها الله بعديد الخصال والمزايا الطبيعية والتاريخية والجغرافية إذ تقع على جبل يتجاوز ارتفاعه الألف متر اعلاه مستديرا اثرت فيه عوامل الانجراف لتترك فيه اشكالا طبيعية يخيّل للناظر اليها انه بصدد التجوال بمدينة اثرية تعتبر مدينة كسرى ذات طابع معماري مخصوص إذ تبدو بيوتها للوهلة الأولى بانها معجونة بالصخر، فالازقة والطرقات والمسالك يفرض هيأتها والتواءاتها الصخور المتعانقة منذ العهود الجلمودية الاولى.فرغم نشأة نواة مدينة اخرى وتسمّى بكسرى السفلى والتي تموقعت في سفح الجبل وعلى حافة الطريق المؤدية الى القيروان والساحل إلا ان كسرى القديمة موضوع حديثنا لها جاذبيتها وسحرها وجمالها الخلاب إذ حافظ الاهالي على رونق هذه المدينة من خلال البناء بالحجارة المقطوعة من الجبل التي يتم تسويتها وتحضيرها للبناء ويتم استعمالها خاصة في بناء الطوابق الاولى للمنازل مما جعلها تتفرد عن سائر المدن التونسية بطابع معماري خاص بها هذا بالاضافة الى جدران وازقة المدينة وخاصة الدرج الذي يشبه الى حد كبير درج «سيدي بوسعيد» الذي ينتهي الى المنبسط في أعلى الجبل، بالتوازي مع ذلك وللحفاظ على طابعها الخاص تم أيضا العناية بمنابع العيون اذ تم لذلك بناء طرق مؤدية الى هذه العيون وجدران من الحجارة يخيل للمارة وللزائر بها انها من صنع الطبيعة وليس من صنع الإنسان.