تساهم ولاية سليانة بنسبة مهمّة من الانتاج الوطني من الحبوب من جراء ما تحوزه من خيرات باطنية هائلة في المقابل مازال القطاع الفلاحي يعاني مشاكل جمة ابرزها الانجراف الذي أفقر تربتها الخصبة والغنية... يرتكز اقتصاد كامل الولاية تقريبا على المنتوج الفلاحي بأنواعه وذلك لعدة اسباب منها شساعة الاراضي الفلاحية المعدة للزراعة وتوفر المناخ الملائم مع ثراء التربة لكن في المقابل مازالت هذه الخيرات والثروات الهائلة لم تستغل بالشكل المطلوب وذلك من جراء السياسة القديمة المنتهجة في النظام السابق والتي تهدف إلى نهب الريف من دون العمل على تطويره.
وللقطع مع هذه السياسة لا بد حسب عديد العارفين بالشأن الفلاحي من القيام بإصلاح زراعي جوهري لفائدة الفلاحين الصغار لتأمين نهضة الريف بالجهة وتحرير الفلاحين من الاستغلال المفروض عليهم لذلك يرون بضرورة الغاء ديون الفلاحين الصغار وبعث شركات للخدمات الفلاحية تابعة للدولة لتوفير خدمات فلاحية بأسعار معقولة ومدروسة يستطيع من خلالها الفلاحون الصغار وخاصة منهم الذين يقطنون بالأرياف مواصلة نشاطهم الفلاحي من دون قيود مجحفة وتتمثل هذه الخدمات في توفير البذور والاسمدة بأسعار معقولة .كما تهتم هذه الخدمات ايضا بالحرث والمداواة والحصاد ورش البذور... كما يطالب الفلاحون بضرورة تدخل الدولة لمساعدتهم على حفر الآبار وكهربتها وتوفير القروض بفوائض ميسرة وصغيرة دون نسيان توسيع شبكة الطرقات بالريف لتأمين المسالك الضرورية لتنقل السكان ونقل المنتوج بأريحية لأن هذه النقطة تعتبر النقطة السوداء بالنسبة لفلاحي هذه المناطق الريفية.
كانت مدينة سليانة سنوات الستينات مقصدا لعديد القبائل المتاخمة جنوب الولاية للتزود بالقمح اما اليوم ورغم ثراء التربة وجودة المنتوج الفلاحي بالنسبة للحبوب إلا أن مردود الانتاج الموسمي بدأ يتقلص من موسم زراعي إلى اخر لعدة أسباب منها عامل الانجراف الذي اصبح يهدد تقريبا كل الاراضي الفلاحية بالجهة الشيء الذي جعل منطقة سليانة تحتل المرتبة الاولى في هذا المجال وهذه الآفة اثرت سلبا على كمية انتاج الحبوب في السنوات الأخيرة هذا دون نسيان الصعوبات الأخرى التي مازالت لم ترى الانفراج إلى حد اليوم رغم عديد التشكيات من اهل القطاع دون نسيان عراقيل المسالك الفلاحية التي كانت في السابق سدا منيعا بالنسبة لمنتوجهم سواء عند التسويق أو عند انطلاق الموسم الزراعي. أما الزراعات الفصلية والمقصود بها زراعة الخضر والقرعيات فهي الأخرى لا تخلو من مشاكل رغم ثراء التربة ووفرة المائدة المائية. فمدينة سليانة تحتوي على 3 سدود اهمها السد المعروف بسد سليانة لكنه للأسف لا يصلح للري ولا للسقي لانه ملوث الشيء الذي جعل الإقبال على استعماله محدود من قبل الفلاحين اما سد الرميل وسد الاخماس فكمية الماء المتوفرة بهما قليلة ولا تفي بالغرض هذا العائق قلص من انتاج الخضر بالمنطقة الشيء اللذي جعل الباعة يستنجدون بمزودين من خارج الولاية لتزويدهم بهذا المنتوج. ولتجاوز هذا الإشكال المائي من اجل تشجيع الفلاحين للإقبال على الزراعات السقوية فما على السلط المعنية سوى التكثيف من البحيرات الجبلية وتيسير قروض الابار والتخفيض في سعر المتر المربع لماء السدود.