عند إحداث المندوبية الجهوية للتربية بصفاقس 2 في أواخر سنة 2010 استبشر كل من له علاقة بالشأن التربوي بالجهة غير أن اختيار المقر لم يكن صائبا وأثار احتجاجات مختلف الأطراف لبعده عن وسط المدينة. ناهز عدد سكان ولاية صفاقس المليون نسمة وازداد عدد التلاميذ والمؤسسات التربوية والمدرسين والعملة والإداريين في الحقل التربوي... وباتت الضرورة ملحة لتقسيم المندوبية الجهوية للتربية بصفاقس إلى مندوبيتين لتطوير الخدمات وتحسين الأداء، هذا القرار لقي كل الترحاب من مختلف الأطراف، غير أن اختيار مقر المندوبية الجهوية للتربية بصفاقس2 بطريق قرمدة حوالي 8 كيلومترات بعيدا عن مركز المدينة قد خلق سخطا على أصحاب القرار ووزارة الإشراف من طرف الأولياء والتلاميذ وكل العاملين بالمؤسسات التربوية الراجعة بالنظر لهذه المندوبية... فالكل يتكبد عناء التنقل وكثرة السؤال عن مقر لا يصل إليه المرء إلا بشق الأنفس إضافة إلى نفقات التنقل التي تستنزف الجيوب وترهق العقول. والغريب أن محطات سيارات الأجرة لكل المعتمديات الراجعة للمندوبية الجهوية للتربية بصفاقس 2 تتمركز بوسط المدينة ولم يفهم الجميع سر اختيار هذا المقر الذي لا يخدم مصلحة أي طرف. أما بالنسبة للعاملين في المؤسسات التربوية للجهات الملحقة بالمندوبية الجهوية بصفاقس 2 فقد احتجوا بأشكال مختلفة ووصل بهم الأمر إلى إيداع كافة المراسلات بمقر المندوبية الجهوية القديمة ورفضوا التنقل إلى مقر المندوبية الجديد ربحا للوقت بدرجة أولى وتجنب الإرهاق البدني بدرجة ثانية، من ناحية أخرى لم تتمكن وزارة التربية ومعها المسؤولون عن المندوبيتين سواء خلال السنة الفارطة أو أثناء هذه السنة من حسن تنظيم حركة نقل الأساتذة الراغبين في ذلك سواء على المستوى الوطني أو بين المندوبيتين أو داخل المندوبية الواحدة من جهة والنقل بالنسبة للحالات الانسانية أو تقريب الأزواج أو النقل الوطنية من جهة ثانية... وكانت اللخبطة في إرجاع ملفات الأساتذة الراغبين في النقل الخاصية البارزة التي ميزت أداء المندوبيتين صفاقس 1 وصفاقس 2 في نهاية السنة الدراسية الفارطة والحالية وأصبح فك رموز اللغة الهيروغليفية بالنسبة للأساتذة والمديرين أقل صعوبة من فهم الطريقة المعتمدة من طرف الوزارة لتنظيم حركة نقل الأساتذة. وما ينشده الجميع هو المحافظة على تقسيم المندوبية الجهوية للتربية بصفاقس لتطوير الخدمات وبالمقابل نقلة مقر المندوبية الجهوية للتربية بصفاقس 2 إلى وسط المدينة لقربها من مختلف محطات النقل بين المعتمديات من جهة ومختلف المصالح التي لها علاقة بوزارة التربية من جهة أخرى، هذا الملف يحتاج إلى دراسة جدية وقرارات شجاعة من طرف المندوب الجهوي للتربية بصفاقس 1 و2. فهل ينجح أصحاب القرار في حل هذا المشكل في مفتتح السنة الدراسية القادمة أم تحول البيروقراطية دون تحقيق رغبات المواطنين؟