كان بسوسة مسرحها العظيم الذي كان ماثلا للوجود في القرون الأولى للفتح الاسلامي، ووصفه الشعراء وقد وقفوا أمامه مبهورين، نذكر منهم شاعر سوسة ابن عبدون السوسي في قصيدته الجميلة التي أولها: «أين من شاد ذا ومن رفع السما ك وأعلاه فوق ما يحتاج» وقد وصف البكري المسرح الروماني بسوسة اذي كان ماثلا في القرون الأولى للاسلام يقول عنه «لمدينة سوسة بابان غربيان يقابلان الملعب، والملعب بنيان عظيم للأول، أقباء مرتفعة واسعة معقودة بحجر النشفة الخفيف الذي يطفو على الماء المجلوب من بركان صقلية، وحوله أقباء كثيرة يفضي بعضها الى بعض، وحول مدينة سوسة آثار عظيمة للأول». وإن اللوحة الفسيفسائية الفريدة من نوعها والتي اكتشفت بسوسة تدلّ على النهضة المسرحية والشعرية بسوسة في العهد الروماني، فهي تمثل الشاعر اللاتيني فرجيل Virgile بصدد تحرير ملحمته الأنييد L›Eneïde، نراه جالسا وبين يديه ورق البردي وعلى يمينه كايوب» عروس الشعر الملحمي، وعلى يساره ملبومان Melpomene عروس التراجيديا.