ومن جهة أخرى يذكر الحشايشي ما جرت به العادة من إطلاق المدافع عند المغرب إيذانا بدخول وقت الإفطار وإطلاقها أيضا في وقت الإمساك إيذانا بالإمساك عن الأكل.كما يذكر طواف الطبال بطبلته الصغيرة في الليل لينبه الناس من النوم لتناول السحور ثم الإمساك، يقول الحشايشي عنه: «وله أجر من كل دار».ومن المظاهر الاجتماعية الحافلة في هذا الشهر ما ينص عليه المؤلف مما كان يجري في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين من اللعب والحفلات المسرحية المسماة بخيال الظل، يقول، ويعتبر قوله وثيقة اجتماعية وحضارية مهمة: «توجد ملاه للعب بخصوص شهر رمضان في أماكن للصبيان يلعب فيها بتصوير من وراء الستار بالخيال من الصور في نور المصابيح، ويسمى المكان خيال الظلّ، وربما أحضر فيها نوع من السماع (...) وصورة اللعب هي تشخيص حكاية بصور من الجلد على هيئة المحكي عنه واللاعب يتكلم على لسانها والجميع من وراء الستار بحيث يشخص للناظرين من خارج الستار كأن الواقعة مشاهدة، وإن كانت الصور صغيرة طولها قدر شبر من الجلد(...) والأغلب في الحكايات أن تكون مضحكة ممّا يدركه الصبيان وربما شخّصوا المستحيلات العادية كالغول والشيطان إذ هذا لا يرى ولا تعرف صورته».ويلاحظ الحشايشي أن أهل الحاضرة من عادتهم السهر أغلب الليل، وأنّ الكثير يشتغلون بالملاهي كسماع آلات الطرب في القهاوي (ص152).