تعتبر أكلة «شربة القمح أو «دشيشة»كما يطلق عليها سكان مدن الحوض المنجمي بكل من أم العرائس والمتلوي والرديف إحدى الأكلات المفضلة على مائدة رمضان حيث توارثت هذه الأكلة جيلا بعد جيل منذ أن كان سكان هذه المدن يعيشون في البوادي قبل ظهور النشاط المنجمي وانتقال البدو الى حضر الى العيش في المدن وظهور النشاط التعديني منذ بداية القرن الماضي. ورغم اختلاف الأزمنة وتبدل انماط العيش فلازالت اغلب العائلات تعد لها «العولة» بطريقة تقليدية حيث يقع التعويل من مادة القمح ثم إرسالها قبل رمضان إلى الطاحونة الكهربائية وقديما كانت نساء هذه المدن يرحون هذه المادة عبر الرحى التقليدية في المنازل لكن تعقد مشاغل الحياة اليومية وضغط الوقت جعل المرأة في مدن الحوض المنجمي تتنازل عن هذه المهمة لصالح محلات الطواحين الكهربائية. و«دشيشة» أو شربة القمح تطبخ في الماء الساخن حتى يلين القمح المرحي ثم يضاف اليها بهارات والفلفل المرحي والفحات ويضيفون إليها المعدنوس عندما تكون على وشك النضج على نار هادئة. كما يضيفون اليها اللحم والبقول من عدس وحمص وفول وقطع من السردينة اليابسة لتكون بمثابة الطبق الرئيسي على مائدة رمضان حيث قد تغيب بعض المأكولات الاخرى لكن لا يمكن تصور مائدة رمضان دون «دشيشة»القمح لذلك فانها تؤكل مباشرة بعد تمر وحليب حيث يقال انها تفتح شاهية الصائم وتمنع انقباض معدته وتمنع عسر الهضم لانها تشرب بالملعقة كحساء.